وملك زابلستان، وملك السند ومكران وغيرهم، كما حارب الحسين بن زيد (٢٥٠ - ٢۷۰هـ) مؤسس الدولة العلوية في طبرستان وهزمه.
وفي سنة ٢٦١هـ بدأت أطماع يعقوب بن الليث الواسعة تظهر ظهوراً بيناً، وأدرك الخليفة العباسي المعتمد مدى الخطر الذي تستهدف له دولته من جراء ازدیاد نفوذه، فأضمر له العداء، وجمع ببغداد حاج خراسان والري وطبرستان وجرجان. وقرئ عليهم كتاب الخليفة بلعن يعقوب، وأرسلت عشرات النسخ مـــــــــن هذا الكتاب إلى الأمصار لتذاع بين الناس.
وقد أثار الخليفة العباسي بعمله هذا حنق يعقوب، فأعد عدته لقصد العراق، ثم سار إلى الأهواز، "وكاتب الخليفة وسأله ولاية خراسان وبلاد فارس، وما كان مضموماً إلى طاهر بن الحسين الخزاعي من الكور، وشرطتي بغداد وسر من رآی، وأن يعقد له على كرمان وسجستان والسند، وأن يحضر من قرئت عليهم الكتب التي نسخت في دار عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، ويقرأ عليهم خلاف ما قـــــرئ عليهم أولاً. ليبطل ذلك الكتاب بهذا الكتاب. ففعل ذلك الموفق أخو الخليفـة المعتمد على الله.. وأجابه إلى ما طلب، وجمع الناس وقرأ عليهم ما أحبه الصفار، وأجيب إلى الولاية التي طلبها".
بید أن أطماع يعقوب لم تقف عند حد، فلم يقنع بتولية الخليفة العباسي له على هذه البلاد، بل عمل على قصد بغداد نفسها وحمل الخليفة على الإذعان لمطالبه. ويظهر أنه كان يعتمد على جيش قوي، فقد ذكر ابن خلکان (جـ ۲، ص ۳۱۷) أن مساحة معسكره كانت ميلا في ميل، وأن دولته كانت في غاية الفراهيــة، ولكن ذلك كله لم يعنه شيئاً، فقد ثار جنده عليه حين رأوا الخليفة المعتمد علـى رأس الجيش فحلت به الهزيمة.
على أن هذه الهزيمة لم تفت في عضد يعقوب بن الليث الذي لم يكتف بمـا استولى عليه من البلاد، بل أخذ يحارب بعض ولاة الخليفة. وفي أواخر سنـة ٢٦٣هـ، استولى على جند نيسابور، ثم أخذ الأهواز من يد صاحب الزنج بعد حروب طاحنة.