إسماعيل بن أحمد (۲۷۹ - ٢٩٥هـ):
تنسب هذه الدولة إلى أسرة فارسية عريقة في المجد يرجع أصلها إلى بهرام جور. وقد نال السامانيون حظوة كبيرة عند الخليفة المأمون، فولاهم ما وراء النهر ورفع من شأنهم.
وقد ارتد سامان عن مذهب زرادشت واعتنق الإسلام، وسمى ابنه باسم أسد ابن عبد الله القسري والي خراسان في أواخر عهد الأمويين. وظهر أولاد أسـد ابن سامان في عهد الخليفة المأمون، فولی نوح بن أسد سمرقند في سنة ٢٠٤هـ، وأحمد بن أسد فرغانة، ويحيى بن أسد الشاش وأشروسنة، وإلياس بن أسد هراة. ولما ولى ظاهر بن الحسين بلاد خراسان أقرهم في هذه الاعمال.
وكان لاحمد بن أسد سبعة أولاد، اشتهر منهم اسماعيل ونصر الذي خلف أباه على سمرقند وما يليها من قبل الطاهريين حتى ولاه الخليفة العباسي المعتمـد بلاد ما وراء النهر سنة ٢٦١هـ. ومن ثم تأسست الدولة السامانية، وأصبح نصر بـن أحمد الساماني من القوة بحيث استطاع أن يولي أخاه إسماعيل على بخـــــــــــــاری (٢٦١هـ). ولكن النزاع لم يلبث أن دب بينهما بسبب إثارة خصومهما العـداوة والبغضاء بينهما، حتى أن نصراً قصد أخاه إسماعيل لحربه في سنة ٢٧٢هـ، ولكنهما تصالحا مدة، ثم ساءت العلاقة بينهما من جديد وقامت الحرب بينهما في سنـة ٢٧٥هـ، وظفر إسماعيل بأخيه نصر. فلما حمل إليه ترجل له إسماعيل وقبل يديـه، ورده من موضعه إلى سمرقند، وناب عنه في ولاية بخارى. ولما مات نصر في سنـة ۲۷۹هـ آلت زعامة السامانيين إلى أخيه إسماعيل. وفي عهد اسماعيل ظهـرت الدولة السامانية بمظهر القوة، وقامت بدور خطير في إزالة الدولة الصفارية كما تقدم.
وقد تمكن إسماعيل بن أحمد الساماني من فتح بلاد طبرستان من يــد أميرها محمد بن زيد الذي كا ن ينازع السامانيين السلطة في خراسان. على أن القائد الذي تم على يديه فتح هذه البلاد لم يلبث أن ثار عليه، واتخذ البياض شعاراً له، مناوئاً بذلك العباسيين الذين اتخذوا السواد شعاراً لهم. وســار إسماعیل بن أحمد على رأس جيش كبير، وأحل الهزيمة بهذا القائد، وضم الري