صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/150

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٤٩

وقزوين الى سلطانه، وبذلك أمد حدود بلاده من ناحية الغرب (سنة ٢٨٩هـ).

وفي سنة ٢٩١هـ صد إسماعيل جيوش الترك الذين أغاروا على حـدود بلاده الشرقية، ومات إسماعيل في مدينة بخارى سنة ٢٩٥هـ، ولا يزال قبره حتـى اليوم في مدينة بخارى التي ارتقت في عهد إسماعيل حتى أصبحت من أهم الحواضـر الإسلامية. على أنه ليست هناك نقوش تدل على أن هذا القبر هو قبر إسماعيل، كما يستدل من الكتابات التي نقشت على القبر نفسه أو على الأبنية المحيطة به.

وقد وصف ابن الأثير (جـ ٧ ص ۱٠٠) إسماعیل بن أحمد الساماني فقـال: "إنه كان خيراً يحب أهل العلم والدين، ويكرمهم". وقال في موضع آخر (جـ ۸ ص ۲ - ۳) "‘نه كان عاقلاً عادلاً، حسن السيرة في رعيته، حليماً. حكى عنه أنه كان لولده أحمد مؤدب یؤدبه، فمر به الأمير إسماعيل يوماً، والمؤدب لا يعلم به، فسمعه وهو يسب ابنه ويقول له: لا بارك الله فيك ولا فيمن ولدك. فدخل إليه، فقال لـه: يا هذا؟ نحن لم نذنب ذنباً لتسبنا، فهل ترى أن تعفينا من سبك، وتخص المذنب بشتمك وذمك؟ فارتاع المؤدب، فخرج إسماعيل من عنده وأمر له بصلة جزاء لخوفـه منه".

أحمد بن اسماعيل وابنه نصر (٢٩٥ - ٣٣١هـ):


لما توفي اسماعیل بن أحمد الساماني سنة ٢٩٥هـ أقر الخليفة المكتفي ابنه أحمد بن إسماعيل على ولاية أبيه وخلع عليه. وقد تم زوال الدولة الصفاريـة على يديه. فأسر غلامه سیمجور، سبك السبكري غلام عمرو بن الليث الصفاري، كمـا أسر الليث ابن علي الصفاري. وفي المحرم من هذه السنة استولى السامانيون علـى سجستان من يد المعدل بن علي بن الليث الصفاري وأسر أخاه محمد بن الليث، وبعث بسبك ومحمد إلى بغداد. على أن هذه البلاد لم تلبث أن خلعت طاعـة أحمد بن إسماعيل، ودعا أهلها لعمرو بن يعقوب بن محمد بن عمرو بن الليث الصفار فأرسل السامانيون الجيوش لإخضاعها، واستمرت الحرب بين الفريقين نحواً من سنة حتى تم النصر للسامانيين، وقبض على الصفاري، وتولى سيمجور سجستان من قبـل السامانيين.