ولم تطل ولاية احمد بن اسماعيل حيث قتل في سنة ٣٠١هـ. وقد ذكـر ابن الأثير (جـ ۸ ص ۲۷) أنه كان مولعاً بالصيد، فخرج متصيداً، وأنه أتاه كتـاب نائبه بطبرستان يخبره بظهور الحسن بن علي العلوي الأطروش وتغلبه عليها، وأنه أخرجه عنها، فخرج أحمد لذلك وعاد إلى معسكره، وكان قد أحرقه قبل خروجه للصيد، فنزل عليه فتطير الناس من ذلك. وكان له أسد يربطه كل ليلة على بابه، فلا يجسر أحد أن يقربه، فأغفلوا إحضار الأسد تلك الليلة، فدخل إليه جماعة من غلمانه فذبحوه على سريره وهربوا، وذلك لسبع بقين من شهر جمادى الآخرة سنة ٣٠١هـ فحمل إلى بخاری فدفن بها ولقب بالشهيد.
کان أبو الحسن نصر بن أحمد الساماني في الثامنة من عمره حين قتل أبوه، فاستصغر الناس سنه واستضعفوه، واعتقدوا أن أمره لا ينتظم مع وجود عم أبيه، وهو إسحاق بن أحمد بن أسد صاحب سمرقند الذي استمال أهالي بلاد ما وراء النهر عدا بخاری - إليه وإلی أولاده، وأرسل هو وبعض أمراء البيت الساماني إلى الخليفة العباسي المقتدر يسأله كل منهم أمرة ناحية من نواحي خراسان. ولكن الخليفة أثـر نصراً على بلاد أبيه، وأقر اللقب الذي تلقب به وهو السعيد، وضبط بلاده أبو عبـد الله محمد بن أحمد الجيهاني.
وقد ذكر ابن الأثير في حوادث سنة ٣٠١هـ أن إسحاق بن أحمد بن أسد الساماني وابنه إلياس ابن إسحاق، ثارا على السعيد نصر وسارا نحو بخارى. ولكن الهزيمة حلت بهما غير مرة، واستولت جيوش نصر على سمرقند، واختفى إسحاق، ثم أسر، وهرب ابنه إلياس إلى فرغانة، وخرج ابنه الثاني أبو صالح منصور على نصر في السنة التالية، وانضم إليه بعض قواد نصر وعملوا على الاستيلاء على سجستان على أن يتولوها نيابة عنه، وأقاموا الخطبة له على منابر نيسابور، واستمرت الحروب بيــــــن جيوش نصر وجيوش ابن عمه منصور زهاء أربع سنين (٣٠٢ - ٣٠٦هـ)، وانتهـــت بعودة نيسابور وغيرها إلى نفوذ نصر.
أخذ إلياس بن اسحاق بن أحمد بن أسد الساماني الذي كان قد ثار مع أبيه يعد العدة لمحاربة نصر حتى اجتمع حوله ثلاثون ألف فارس، ثم قصد سمرقند