الصلاة والعبادة، وبنى له في قصره بيتاً سماه بيت العبادة. فكان يلبس ثيابـا نظافا ويمشي إليه حافياً ويصلي ويدعو ويتضرع. وكان ذلك في سنة ٣٣١هـ، بعد أن ولي إمرة السامانيين ثلاثين سنة وشهراً وثلاثة أيام، ومات وله من العمر ثمان وثلاثون سنة.
وقد خالف نظام الملك ما ذكره ابن الأثير عن نهاية السعيد نصر بن أحمـد الساماني فقال إنه دان بعقائد الإسماعيلية وإن القواد دبروا مؤامرة لاغتياله. فلما أدرك نصر الخطر المحدق به، نزل عن الإمارة لابنه نوح الذي عمل على القضاء على المذهب الإسماعيلي وأنصاره في بلاده وذكر المقريزي أن نصر بن أحمد الساماني أمير خراسان بعث إلى عبيد الله المهدي بكتاب يعترف فيه بسلطته الروحية ويعـد بإمداده بالرجال.
نوح بن نصر (۳۳۱ - ٣٤٣هـ):
تولی نوح بن نصر الساماني بلاد خراسان وما وراء النهر في شهر شعبان سنة ٣٣١هـ، واستهل إمارته بالعفو عن بعض الأمراء الذين كان يحقد عليهم فـي حياة أبيه ليتألف القلوب حوله ويأمن خروجهم عليه، وولاهم بعض الولايات، وقـد بدأ الصراع بين السامانيين وبني بويه في أيام نوح بن نصر الذي عمل على استرداد الري من يد ركن الدولة بن بويه، وتفاقم النزاع بينهما، وانتهى بهزيمة جيوش نـوح بسبب انضمام جنده إلى البويهيين. بيد أن نوحاً أعد العدة من جديد لمحاربة ركن الدولة والاستيلاء على الري، وتمكنت جيوشه من الاستيلاء عليها وعلى بلاد الجبـل في شهر رمضان سنة ٣٣٣هـ.
وقد تعرضت بلاد نوح بن نصر لخطر جسيم بسبب خروج قائده أبي علي محتاج الذي أخلص له ولأبيه من قبل.
وقد كاتب الجند إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل عم نوح بن نصر الساماني - وكان قد انضم إلى ناصر الدولة بن حمدان - يطلبون إليه الحضور لمبايعته، فلبی دعوتهم. وقامت الحرب بينه بمساعدة أبي علي وبين نوح بن نصر، واستولى علـى