في ظل هذه الظروف كانت الفرصة مواتية لفيام حركة مناهضة للأمويين رغم أن رواية الطبري تذكر أن الدعوة الشيعية العباسية بدأت في خراسان منذ أيام خلافة عمر بن عبد العزيز في سنة مائة للهجرة1.
ولكن هناك رواية أخرى للطبري نعرف منها أن أول من "لبس السواد - في خراسان - ودعا إلى كتاب الله وسنة نبيه والبيعة للرضا" في سنة ١١٦هـ/ ٧٣٤م هو الحارث بن سريج. وقبل الحارث عرض والي خراسان عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي أن يكتبا إلى هشام يسألانه العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم" فـإن أبى اجتمعا عليه. وكان رد الخلية هو خلع عاصم الهلالي وتقليد ولاية خراسان إلى أسد بن عبد الله القسري وضمها إلى العراق لـ"تكون موادها ومعونتها من قريـب لتباعد أمير المؤمنين وتباطىء غياثه.
وظل أسد في الولاية من سنة ١١٧هـ حتى سنة ١٢١هـ (٧٣٥ – ۷۳۸م)2. من جديد عادت سياسة الشدة والقمع، فقبض أسد على جماعة من دعـاة بني العباس فقتل بعضهم، ومثل ببعضهم، وحبس بعضهم. وواصل القتال ضــد الحارث بن سريج. وبعد موت أسد ولی خراسان نصر بن سيار الكناني الذي كان يعرف "بشيخ مضر في خراسان" وعلى أيامه "عمرت خراسان عمارة لم تعمر قبلها وأحسن الولاية والجباية3. فقد عمل نصر على رفع الجزية التي كان يدفعها المسلمون الى غيـر المسلمين4.
ولكن نصر لم ينجح في إيقاف العداء التقليدي بين العصبية المضرية والعصبيـة اليمنية. ولما كـان نصـر مـن العصبية المضريـة علـى عكـس أسد - الوالي السابق - فإنه حابى المضرية في بدايـة إمرته وقلدهم الأعمال، فالنص يقول:
- ↑ انظر، الطبري، تاريخ الرسل والملوك، طبعة دارالمعارف، مصر (مجموعة ذخائر العرب) ج ٧، أحداث سنة ١٠٠هـ، ابن الأثير، الكامل، ج ٤، ص ١٥٩ (ذكر ابتداء الدعوة العباسية).
- ↑ ابن الاثير، ج ٤، ص ۲۳۸.
- ↑ ابن الأثير، ج ٤، ص ٢٣٩.
- ↑ ابن الاثير، ج ٤، ص ٢٤٣.