ولي اقليم طبرية وجبل الشراة نيابة عن تكين، وذلك على إثر بلائه وإيقاعه بجماعة من لخم وجذام كانوا قد دهموا حاج الشام وجماعة من أهل العراق، منهم جاريـة أم الخليفة المقتدر. وقد سار الإخشید بالأسرى إلى دمشق، فحمد له تكين هذا العمل، وكتب أهل العراق بما كان من خلاصهم على يد الإخشید، فاشتهر أمـــــــره وكتب إليه الناس يشكرون له فعله ويحمدون مرؤته.
ولا غرو فقد كان من أثر انتصار محمد بن طغج على جند الفاطميين الذين غزوا مصر (۳۲۱ - ٣٢٤هـ)، أن أمر الخليفة العباسي بزيادة "الإخشيد" على اسمه، وهو اللقب الذي كان يطلق على ملوك فرغانة، ودعي له بهذا اللقب على منابر مصر والشام في شهر رمضان سنة ٣٢٧هـ.
وقد أعاد الإخشيد النظام والسكينة، ووطد مركزه في مصر والشام، وصـد غزوات الفاطميين الذين أرسلوا إلى مصر حملة استمرت ثلاث سنوات (۳۲۱ - ٣٢٤هـ) حدثت فيها مناوشات بين جند الفاطميين والمصريين، وانتهت بمعاهدة الصلح.
ويخبرنا الكندي أنه حدثت في عهد ولاية الإخشيد الثانية (رمضان سنــة ۳۲۳ جمادى الثانية سنة ٣٢٤) عدة مواقع انتهت بعقد الصلح بين الفريقين، وانضمام بعض الزعماء المصريين إلى جيش المغاربة الذي دخل الإسكندرية، فأرسل إليهم الإخشيد جيشاً هزمهم وأرغمهم على العودة إلى بلادهم.
وكتب القائم الفاطمي إلى الإخشید بیده کتاباً دونه ابن سعيد في كتابـه "المغرب في حلى المغرب" وإنما فعل القائم ذلك رغبة منه في أن تفعل سياسـة اللين والمسالمة ما لا تفعله سياسة العداوة والحرب التي أخفق فيما هو وأبوه مـن قبل.
وقد سادت صلة الوفاق بين الإخشيد والخلافة العباسية إلى سنة ٣٢٨هـ، حين تبدلت هذه الصلة بمسير محمد بن رائق الخزري إلى الشام يريد مصر بتقليـد من الخليفة، مما حدا بالإخشيد إلى إلغاء الخطبة للخليفة العباسي وذكر اسم الخليفة الفاطمي محل اسمه في الخطبة، أو على الأقل إلى وقف الدعوة للخليفـة