یثق به من الجند1.
إقرار ابن الأغلب للأمور في إفريقية:
حدث ما كان يخافه ابن الأغلب من عسكر إفريقية ففي سنة ١٨٦هـ تعرض ابـن الأغلب لثورة عظيمة تزعمها بتونس حمد يس بن عبد الرحمن الكندي، الذي خلع السواد، وجمع جموعاً كثيرة من العرب والبربر2.
ولما كثرت مجموعه أرسل إليه إبراهيم ابن الأغلب عسكراً يضم وجوه القواد بقيادة عمران بن مخالد لقتاله، وتم اللقاء بين عسكر الوالي وبين قوات الثوار في موضع يعرف بسبخة تونس واقتتلوا قتالاً شديداً، وانتهى القتال بكارثة بالنسبة لأصحاب حمد يس وقتلوا مقتلة عظيمة" وقتل حمد يس ودخل عمران تونس وتتبع أنصار حمد يس وقتلهـم حتى أفناهم3.
ولقد سببت مدينة طرابلس بدورها كثيراً من المتاعب لابن الأغلب كما ينص على ذلك ابن الأثير فقد كثر شغب أهل طرابلس على ولاتهم وكان إبراهيم بن الأغلب أميـر إفريقية قد ولى عليهم عدة ولاة فكانوا يشكون من ولاتهم فيعزلهم ويولي عليهم وفي سنة ۱۸۹هـ ثار أهل طرابلس ضد واليهم سفيان بن المضاء (وهي ولايته الرابـعـة). فاتفق أهل البلد على إخراجه عنهم وإعادته إلى القيروان فزحفوا إليه فأخذ سلاحه وقاتلهم هو ومن معه فأخرجوه من داره وألجأوه إلى المسجد الجامع، فقاتلهم فيـه فقتلوا أصحابه ثم سمحوا له بالخروج بالأمان، بعد ولاية استمرت سبعة وعشرين يوماً4.
ويفهم من رواية ابن الأثير الذي ينفرد بذكر خبر انتفاض طرابلس - إن جنـد طرابلس وليس أهلها هم الذين قاموا بتلك الثورة إذ الجند هم الذين ولوا على البلد إبراهيم بن سنيان التميمي. ويقول ابن الأثير أن الخلاف وقع بعد ذلك بين الأبنـاء بطرابلس وبين قوم من بني ابن كنانة وبنى يوسف حتى فسدت طرابلس. والظاهـــر أن المقصود بالأبناء كما يقول الدكتور سعد زغلول هم الجند الأغلبي أو المماليك الذيـن كان يشتريهم ابن الأغلب5. فعندما بلغت إبراهيم أخبار تلك الفتنة أرسل جمعا مـن