الجند وأمرهم أن يحضروا الأبناء وبني أبي كنانة وبني يوسف، فأحضروهم عنده بالقيروان في ذي الحجة سنة ١٨٩هـ فلما قدموا عليه سألوه العفو عنهم في الذي فعلوه فعفـا عنهم وعادوا إلى بلدهم1.
أما أشد الثورات خطراً فهي تلك الثورة التي قام بها قائد ابن الاغلب وهـو عمران ابن مخالد الذي قضى على فتنة حمد يس – بالاشتراك مع قريش بن التونسـي وذلك سنة ١٩٤هـ2، واجتمع معهما خلق كثير ونجح في الاستيلاء على القيروان التي صارت هي وأكثر بلاد إفريقية معه كما يقول ابن الأثير3.
وخندق إبراهيم على العباسية وامتنع فيها ودامت الحرب بين عمران وابـن الأغلب سنة كاملة وأخيراً وصلت ابن الأغلب الأموال التي أنفذها أو أرسلها إليــه الرشيد ولما سارت إليه الأموال أمر منادياً ينادي: من كان من جند أمير المؤمنيـن فليحضر لأخذ العطاء، ففارق عمران أصحابه وانفضوا عنه، فوثب عليهم أصحاب إبراهيم وتمكنوا من هزيمتهم ثم نادى إبراهيم بالأمان والحضور لأخذ العطاء فحضـــــروا إليه فقتلهم ودخل إبراهيم القيروان فخلع أبوابها وهدم سورها4.
أما عمران فسار حتى وصل إلى الزاب فأقام بها حتى مات إبراهيم سنـة ١٩٦هـ وولى ابنه عبد الله فأمن عمران وحضر عنده وأسكنه معه في القصر القديم ولكنه قتلـه بعد ذلك5.
ولما انهزم عمران سكن الشر بإفريقية وأمن الناس فبقي كذلك إلى أن توفى إبراهيم بعد إمارة دامت اثنتا عشرة سنة وأربعة أشهر وعشرة أيام6.
وتذكر رواية ابن الأثير أن إبراهيم بن الأغلب بدأ يتطلع إلى المغرب الأقصى لما بلغه أن إدريس بن إدريس العلوي قد كثر جمعه ونجح في استمالة القائم بأمـر إدريس من المغاربة وهو بهلول بن عبد الواحد حتى فارق إدريس وأطاع إبراهيــــم وتفرق جمع إدريس، فكتب إلى إبراهيم يستعطفه ويسأله الكف عنه ويذكر له قرابتـه