بعد أن أقر الخليفة المأمون إبراهيم بن الأغلب في ولاية إفريقية، وطدت الأسرة الأغلبية أقدامهما. ومنذ ذلك الوقت أصبحت إفريقية ملكية وراثية في أبناء إبراهيم ابن الأغلب، الذي ولي بعده ابنه عبد الله.
وكان أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب غائبا بطرابلس، التي كان قد عهد إليه أبوه بإمارتها بعد اضطراب أحوالها نتيجة لاضطراب الجند الأغلبي بها من جهة وتهديد الخوارج من بربر هوارة أتباع عبد الوهاب بن عبد الرحمن بـن رستم من جهة أخرى. ويفهم من رواية ابن الأثير أن إبراهيم بن الأغلب كان قد اضطر إلى إعادة ابنه عبد الله إلى طرابلس مرة ثانية بعد أن كان قد عمد بإمرتها إلـى سفيان بن المضاء الذي وضح عجزه عن مقاومة البربر، فهزمهم عبد الله واستقر فـــي المدينة وبنى سورها1 وهذا يعني أنه أثبت كفاءته، وكانت وصية إبراهيم أن تكون الإمارة له بعد وفاته. وبينما كان عبد الله في طرابلس قام أخوه زيادة الله بأخــذ البيعة له من الجند وكتب إليه يعلمه بموت أبيه وبالإمارة، فعقد عبد الله الصلـح مع إباضية عبد الوهاب بن عبد الرحمن ابن رستم حيث اعترف لهم بأن "يكون البلـد والبحر لعبد الله، وما كان خارجاً عن ذلك يكون لعبد الوهاب" وعاد عبد الله إلـى القيروان وتسلم مقاليـد الأمـور2.
وأتته موافقة الخليفة المأمون على ولايته على إفريقية في سنة ١٩٨هـ / ٨١٣م كما تقول رواية ابن عذاري3.
أهم أعمال عبد الله بن ابراهيم بن الأغلب:
اساءته إلى أخيه وإصلاحه المالـي:
واستمرت ولاية أبي العباس لمدة خمس سنوات وشهرين، ويورد له الكـتّـاب