بعد وفاة عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب، بويع لأخيه زيادة الله يوم الجمعة ٢٢ من ذي الحجة سنة ٢٠١هـ. وهو أول من اسمه زيادة الله ممن ولي من بنــــي الأغلب كما يقول ابن عذاري. وبعد توليته مقاليد الأمور خشي أخاه الأغلب بـن إبراهيم من انتقامه وكان شقيق أبي العباس عبد الله بن إبراهيم، فخرج مستأذنـاً لأداء فريضة الحج سنة ٢٠٢هـ / ۸۱۸م، وبرفقته ابنا أخيه الراحل وهما: أبو فهـر محمد، أبو الأغلب إبراهيم وكانا صغيرين. وبعد أداء الفريضة استوطن مع ابنــــي أخيه مصر، ولكن زيادة الله كما يستشف من الروايات كتب إليه فعاد مع ولدي أخيـه إلى القيروان، حيث صار مقرباً من زيادة الله كما يقول النويري1.
وهناك ذكر في الحوليات التاريخية لعدد من الاضطرابات الداخلية، مـن جانب الجند ومن جانب العامة، وتنص الروايات على أنه لم يكن في سلطان زيـادة الله في بعض الأحيان سوى العاصمة القيروان وبعض الأقاليم القليلة، ونستشف مـن الروايات أن أسباب الاضطراب كانت ترجع إلى السياسة العنيفة المتشددة التـي انتهجها الأمير إذ استبد بالناس واستخف بالجند، وخشي على نفسه منهم فاعتصم بالقصر القديم وحصنه.
ثورة ابن الصقلبية، وتمرد عمرو القيسي:
تذكر الروايات أنه في سنة ٢٠٧هـ، نتيجة لسوء سيرته في الجند ، قامت ضده ثورة تزعمها أحد قوادهم واسمه زياد بن سهل، ويعرف بابن الصقلبية كما يقول ابـن الأثير، الذي خرج في موضع يعرف بفحص أبي صالح غير بعيد من مدينة باجـة التي حصرها. لكن ثورة ابن المقلبية انتهت سريعاً على يدي قائد زيادة الله، سالـم بن سوادة، الذي تمكن من فك حصار باجة، وقتل كثيراً من أصحابه الذين خالفوا معـه وغنم أموالهم 2.