حركة عامر بن نافع في الجنوب التونسي:
وأثناء ذلك الحصار تأزم موقف زيادة الله، وخاصة بعد أن عاد قواد الجند الثائرين وألحوا عليه في الخروج من إفريقية بالأمان على نفسه وماله، وبدأ زيادة الله في مشاورة أقاربه وخاصته في الأمور، فقال له سفيان بن سوادة مكني من عسكرك لأختار منهم مائتي فارس وأسير بهم إلى نفزاوة. وكان ابن سوادة يهدف ألا يحارب بفرسانه الذين اختارهم فقط، بل أن يكونوا نواة لجيش يستنفره من البربر والعرب للوقـوف أمام عامر بن نافع الذي كان ينوى قصد نفزاوة. ووصل ابن سوادة على رأس فرسانه إلى نفزاوة، ودعا أهل الإقليم من البربر إليه فأجابوه.
ونجح سفیان بن سوادة في فتح الإقليم حتى وصل إلى حدود قسطيلية حيـث كان عامر بن نافع قد وصل كما تقول رواية ابن الأثير1. وفي قسطيلية حشد عامر بـن نافع السودان، حتى جمع منهم الف أسود ومعهم الفؤوس والمساحي، وضمهم إلى رجاله. واتجه بهم عامر نحو نفزاوة حيث اتخذ من مدينة نقيوس منزلاً له كما تقول روايـة ابن عذاري2. وخرج سفيان بن سوادة بقواته إلى لقاء عامر بن نافع، وانتهى القتال العنيف بهزيمة الجند المتوثبين أصحاب عامر ومقتل الكثير منهم. وانسحب عامر إلــــى قسطيلية حيت قام بجباية أموالها دون هوادة لمدة ثلاثة أيام، وخرج منها بأحمـال المال، بعد أن ترك بها من يضبطها من رجاله3.
وما أن خرج عامر بن نافع من قسطيلية حتى استصرخ أهلها ابن سوادة الــذي سار إليهم برجاله، فملكه، وأقر الأمن فيه4. وعاد عامر بن نافع إلى إقليم تونــس وقام الصراع بينه وبين منصور الطنبذي.
الصراع بين منصور الطنبذي وعامر بن نافع في تونس:
وكما يفهم من الروايات كان ابن نافع يعتبر نفسه نداً لمنصور، وكانت المحاسدة تظهر بينهما، وهما في مجالس الشراب، وأثر توعد منصور لعامر، رأى الأخير أن يبدأ بالتخلص من منصور، ونجح في استمالة الجند إلى جانبه، وخرج من تونس، لمفاجأة