هذا ولم يتطلب القضاء على عبد السلام بن المفرج وقتاً طويلاً من العسكر الأغلبي الذي ضيق عليه الحصار في باجة حتى انتهى الأمر بموته عطشاً كما يقول النويري1.
وهناك ذكر في حوليات سنة ٢١٨هـ/ ۸۳۲ – ٨٣٣م في ابن الأثير إلى مقتل عبد السلام بن المغير في هذه السنة بعد اشتراكه في ثورة جزيرة شريك التي قام بهـا فضل بن أبي العنبر2.
وهكذا انتهت بوفاة عامر الفتنة التي استمرت أكثر من ثلاثة عشر عاماً، وتوطدت الأمور لزيادة الله الذي بدأ في غزو صقليـة.
اضطرابات بين الجند في تونس:
وفي سنة ٢١٨هـ هناك ذكر في حوليات ابن الأثير وابن عذاري، إلى قيـام الاضطرابات من جديد في تونس، وذلك عندما ثار قائد من قواد الجند يدعـى فضل بن أبي العنبر بجزيرة شريك، وتمكن من هزيمة العسكر الأغلبي الذي وجههــم إليه زيادة الله وغلب على المنطقة، وأعلن الاستقلال بها3. وطلب الفضل المعونة من عبد السلام بن المفرج، الذي خرج من باجة إلى جزيرة شريك. ولكن القائدين لم يتمكنا من غلبة العسكر الأغلبي، وانتهى الأمر بمقتل ابن المفرح، وانهزام الفضل إلى تونس وامتناعه بها. وسير زيادة الله جيشاً كثيفاً إلى تونس بقيادة ابن الأغلب، ففر الأفضل من تونس، واقتحم عسكر زيادة الله المدينة وقتلوا الكثير من أهلها وهرب آخرون4.
العفو عن متمردي تونس:
وفي سنة (٢١٩هـ / ٨٣٤م)، أعلن زيادة الله العفو عن كل من شارك في تلك الثورة، وركنت البلاد إلى الدعة والسكينة5.