صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/196

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١٩٥ -
أبو عقال الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب

(٢٢۳-٢٢٦هـ/ ٨٣٨-٨٤١م)

آلتت مقاليد الأمور في إفريقية بعد موت زيادة الله الأول الى أخيه الأغلب، وكانت أيام حكم الأغلب قصيرة، فقد ولي سنتين وتسعة أشهر وأياماً شهدت البلاد خلالهـا فترة من الأمن والسكينة والاستقرار، كما ينص على ذلك الكتاب، باستثناء تلك الحملـة التي يورد ذكرها ابن عذاري، في سنة ٢٢٤هـ / ٨٣٨م، والتي أرسلها بقيادة عيسـى ابن ريعان الأزدي، إلى قبائل لواتة وزواغة ومكناسة، فيما بين مدينتي قفصة وقسطيلية، وقد انتهت تلك المحملة بقتل تلك القبائل، إذ تنصر الرواية على أن عيسى "قتلهـم عن آخرهم" 1.

إزالة المظالم:


تمتعت البلاد بالامن والاستقرار في خلال فترة حكمه القصيرة، فابن عذاري يقـول أنه "غير أحمدثاً كثيرة كانت قبله" 2. وابن الأثير ينص على أنه "أزال مظالم كثيرة"3 ويمكن أن نفسر ذلك بأنه أعداد ضريبة العشر، بدلاً من الضريبة الثابتة التي قررهـا الأمير عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب.

استمالة الجند والعمال:


تقول الروايات أنه أحسن إلى الجند بأن أفاض لهم في العطاء.

أما عن عماله وولاته على الأقاليم فقد أجرى عليهم الكثير من الرواتب (أي زاد في مرتباتهم)، وبذلك منع أيديهم من التطاول على أموال الناس4.


  1. ابن عذاري، البيان، ج ١، ص ١٠٧.
  2. انظر البیان، ج ۱، ص ۱۰۷، ابن الأثير، الكامل، ج ٦، ص ٤٩٣، أحداث سنة ٢٢٣.
  3. ابن الأثير، الكامل ج ٦، ص ٤٩٣، ابن عذاري، البيان، ج ١، ص ١٠٧، ابن الخطيب، أعمال الأعلام، قسم ۳، ص ۲۰.
  4. ابن الأثير، الكامل ج ٦، ص ٤٩٣، ابن عذاري، البيان، ج ١، ص ١٠٧، ابن الخطيب، أعمال الأعلام، قسم ۳، ص ۲۰.