صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/20

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٢٠ -

للدولة العربية التي كان الأمويون يحاولون تنظيمها وإقرار تراتيبها، والتي رغم تحولها إلى ملكية وراثية فإنها ظلت محافظة على طابعها العربي أو البدوي.

وهكذا شعر أهل إيران بأنهم أكثر تعلقاً بالمذهب العلوي الذي يطالب بـأن يكون الأمر في الدولة الإسلامية لآل البيت من العلويين، والذي خلع على أفـــــــراد الأسرة العلوية، شيئاً فشيئاً بغات فوق مستوى البشر.

كل هذا يفسر النجاح الذي صادفته الدعاية العلوية منذ بدء تنظيمها في العراق، وإرسال دعاتها إلى خراسان. ومنذ مطلع القرن الثاني الهجري كــــان دعاة الشيعة يظهرون في خراسان، ملبين الحين والحين، وبشكل منتظم حسب أوامر الكوفة، دون أن يعرف لحساب من يعملون1.

عهد أبي هاشم إلى محمد بن علي:


تكاد تجمع المصادر التاريخية على أن مطالبة العباسيين بالخلافة وادعائهم لها قد انتقل إليهم من أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية (أحد أبناء علـي رضي الله عنه)2. فرواية صاحب "أخبار الدولة العباسية" تقول: "وكـــان


  1. انظره أمل سعد زغلول، تاريخ الدولة العربية، ص ١٦٤ - ١٦٥.
  2. لقد قالت فرقة الكيسانية من الشيعة بإمامة محمد بن الحنفية، وزعمت أنه لم يبق بعد الحسن والحسين أحد أقرب الى أمير المؤمنين علي عليه السلام مـن الحنفية لأنه كان صاحب راية أبيه يوم البصرة، فهو أولى الناس بالإمامة، كما كان الحسين أولى بها بعد المحسن من ولد الحسن، فمحمد هو الإمام بعد الحسين، وقالوا أن محمد بن الحنفية هو الإمام المهدي، ولما مات بالمدينة في المحرم سنة ٨١هـ قالوا أنه لم يمت وأنه مقيم بجبال رضوی - بين مكة والمدينة -، وأنه الإمام المنتظر الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم وآله الذي سيملأ الأرض عدلاً وقسطاُ. هذا ولـو أن هناك فرقة أخرى قالت أن محمد بن الحنفية مات وإن الإمام بعده ابنه عبد الله وكان یکنی أبا هاشم. انظر، النوبختي، فرق الشيعة، طبع المطبعة الحيدريـة بالنجف، سنة ١٣٥٥هـ / ١٩٣٦م، ص ۲۳، ص ٢٦ – ۳۰.