خلف أحمد عمه في إمارة إفريقية وهو ابن عشرين سنة، ولم تطل مدة حكمـه إلا أقل من ثماني سنوات، اتصفت بالهدوء والسكينة، لم يكدرها إلا اضطراب منطقة طرابلس لفترة.
أما عن الجهاد في صقلية، ففي عهده سقطت قصريانة، وهي من أهم مـدن الجزيرة، وكان الأمير حسن السيرة، شهير الفضل، رفيقاً بالرعية، كما تنص على ذلك الروايات 1 .
اضطراب طرابلـس:
كان على ولاية طرابلس عبد الله بن محمد بن الأغلب، والظاهر أن مثيري القلاقل في الإقليم كانوا من قبائل البربر الإباضية في تلك النواحي، من هوارة ولواتة. ويفهم من رواية ابن الأثير، أنهم امتنعوا على الوالي، ولم يؤدوا ما كان عليهـم مـن العشور والصدقات. وأن الوالي عبد الله (أخا الأمير) قام بقتلهم بمن معه من الجند، واستمد الأمير أحمد الذي سير إليه الكثير من العساكر مع أخيه زيادة الله.
ودارت رحى حرب عنيفة بين قوات القيروان وبين الخوارج من البربر، انتهـت بقتل الكثيرين منهم. كما أحرق ما كان في معسكرهم من الأمتعة والعتاد. وبذلك خضـع ثوار طرابلس من القبائل البربرية وأعطوا الرهائن لابن الأغلب، وأدوا ما كان عليهم من الأموال 2 .
أهم أعمال الأمير التي تتصف بالورع:
يفهم من الروايات أن الأمير الشاب صرف اهتمامه إلى أعمال البر والخيـر. ومن ذلك عهده بقضاء القيروان إلى أبي الربيع سليمان بن عمران بن أبي هاشم الملقب بخروفة. كما تذكر الرواية أنه كان يركب في ليالي شعبان ورمضان وبين يديه الشمـع،