فيخرج من القصر القديم ويمشي حتى يدخل القيروان من باب أبي الربيع ومعـه دواب تحمل الدراهم، وكان يكفل الضعفاء والمساكين حتى يصل إلى المسجد الجامع بالقيروان "فيخرج الناس إليه، يدعون له" 1 .
أعمال الأمير أحمد العمرانية:
بناء مواجل الماء - توسيع جامع القيروان - بناء جامع سوسة:
وجه الأمير الشاب نشاطه إلى أعمال العمران ذات المنافع العامة للناس مثـل بناء صهاريج الماء التي عرفت في إفريقية باسم "المواجل"، وتجديد المساجد منذ سنة ٢٤٥هـ كما تنص رواية ابن عذاري 2 .
فقد زاد أحمد في مسجد القيروان، والمسجد الجامع بتونس3، كذلـك حظيت سوسة بعناية الأمير فقد بنى سورها في سنة ٢٤٥هـ / ٨٥٩م4.
وفي سنة ٢٤٦هـ / ٨٦٠م بدأ في حفر الماجل الكبير على باب تونس، بمدينة القيروان كما تنصر رواية ابن عذاري، واستمر العمل فيه إلى أن كمل في سنة ٢٤٨هـ / ٨٦٢م كما أمر بإصلاح قنطرة باب أبي الربيع التي كسرت نتيجة للسيل العظيـم الذي تعرضت له القيروان في شتاء سنة ٢٤٧هـ / ٨٦١م5.
وكانت آخر أعمال أحمد بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم، كما تنص رواية ابن الخطيب هو حفر وبناء الماجل الكبير بالحاضرة، وهي القصر القديم، وذلك أنــه اعتل عاهته التي مات فيها، فكان يسأل: إن كان الماء قد دخل الماجل. وعندمـا دخله الماء وعرف ذلك سر به وأمرهم أن يأتوه بكأس مملوءة منه فشربها وقال: "الحمد لله الذي لم أمت حتى تم أمره" ثم مات على إثر ذلك 6 .
وتوفي أحمد في ۱۳ من ذي القعدة سنة ٢٤٩هـ / ٢٨ ديسمبر سنة ٨٦٣م، وله من العمر ٢٨ سنة بعد إمارة استمرت سبع سنين وعشرة أشهر وخمسة عشر يوماً7. وخلفه في الإمارة أخوه زيادة الله الثاني.