بسكرة، وأعلن أهل تلك المناطق الخضوع إليه، ومن بسكرة اتجه إلى طبنـة، قاعدة بلاد الزاب، ولحقه القائد حي بن مالك البلوي، ومن طبنة قرر محمد بن إسماعيل المسير إلى مدينة "إبة" ونزلها بعساكره وقدم إليه رؤساء القبائل يعلنون طاعتهـم وخضوعهم، ولكنه لم يقبل منهم لأن زعيم بني كملان من هوارة لم يقدم بنفسه. وقـرر ابن إسماعيل المسير إليه، ودار القتال بين قوات الأغالبة وبين بني كملان من هوارة، وانتهى بكارثة لجيش القيروان، وبمقتل محمد ابن إسماعيل وجماعة من كبــار قواده وكثير من جنده الذين انهزموا حتى أبواب طبنة، إلى البلوي وأهل بلزمة، كما تقول رواية النويري 1 .
فتح مالطة:
ويخفف من وقع تلك الهزيمة النكراء، ذلك الانتصار العظيم الذي حققه جنـد الأمير الأغلبي بفتح جزيرة مالطة وأسر ملكها، في جمادى الأولى سنة ٢٦١هـ / ٨٧٤م كما تنص رواية ابن الخطيب2 .
وفاة أبي الغـرانيـق:
وتوفي أبو الغرانيق في ٦ جمادى الأولى سنة ٢٦١هـ / ١٦ فبراير ٨٧٥م وهـو في الرابعة والعشرين من العمر بعد ولاية استمرت عشر سنين وخمسة أشهر ونصــــــــف شهر3.
إقصائه أبي عقال بن أبي الغرانيق:
كان أبو الغرانيق محمد قد عهد بالإمارة من بعده لابنه الطفل أبي عقال، علـى أن يكون إبراهيم عمه الذي كان والياً على القيروان، وصياً عليه ولكي يتأكد وهو على فراش المرض أن إبراهيم أخاه سيفي لإبنه الطفل، جعل إبراهيم - كما تنص الروايات يحلف خمسين يميناً في جامع عقبة المبارك بالقيروان بأن يفي لولي العهد الصغير وألا ينازعـه