امّا عن تسمية المدينة فقد قيل أنها نسبة إلى الرقاد أي النوم، وذلك لطيب مناخ المنطقة التي اختيرت للبناء1. وبنيت بالمدينة القصور العجيبة ومسجـد جامع. وكان أول القصور التي شيدت فيها هو القصر المعروف بالفتح، الذي تـم بناؤه في عام (٢٦٤هـ/۸۷۷م)، فانتقل إليه إبراهيم بن أحمد من القصر القديم2 ولم تزل رقادة دار ملك بني الأغلب إلى أن خرج منها زيادة الله أمام أبي عبد الله الشيعي.
وتنص الرواية إلى أنه عندما انتقل إبراهيم بن أحمد من القصر القديم إلـى رقادة منع بيع النبيذ بمدينة القيروان، وأباحه في رقادة، التي صارت إلى جانـب كونها حاضرة للأمير ومتنزهاً له وموضع فرجة حيث كان يقدم عليه فيها الندماء والمداحون والشعـراء 3 .
تخلص إبراهيم من الصقالبة واستخدامه الجند السودان:
استاء الصقالبة من موالي الأغالبة لخروج الحكم من القصر القديم إلى رقـادة ولكن إبراهيم قضى على حركتهم بعنف وقسوة. إذ يفهم من الرواية أنه عندما حل وقت دفع المرتبات الى الجند والخدم، جلس إبراهيم في قصره الجديد المعروف بقصـر الفتح في رقادة، وحضر إليه جميع العبيد والموالي من القصر القديم، فكان كلما تقدم رجل منهم نزع منه سيفه وقبض عليه، حتى تم القبض عليهم جميعاً، وتقول الرواية أن إبراهيم فرقهم وشتتهم، فأمر بقتل بعضهم، كما أمر بحبس عدد منهم فـي سجن القيروان حتى الموت، كما نفى عدداً منهم إلى صقلية4.
وبعد ذلك اتجه إبراهيم إلى الاستعانة بالعبيد من السودان، فاشترى منهـم أعداداً كثيرة، ودربهم على أعمال الجندية. وصار يعتمد عليهم في الحروب. وقد ظهر منهم شجاعة وجلد5.