الستر" مما أثار بربر نفوسة الإباضيـة1. ورغم أن إباضية جبل نفوسـة كانوا مستقلين، ولا يعترفون بسلطان الأغالبة، فقد غضب زعيمهم إلياس بن منصور لمـا حل بجيرانه أهل طرابلس الذين استجاشوا بـه، وقام على رأس اثني عشر ألف رجـل من نفوسة زحف بهم ناحية العباس 2.
انسحاب العباس وقواته أمام الإباضيـة:
وهكذا فوجيء العباس بن أحمد بن طولون الذي كان يحارب الجند الأغلبــي حول طرابلس، بالإباضيـة من بربر نفوسة، بقيادة زعيمهم إلياس. ووقع العباس بيـن شقي الرحى، واستمرت لهيب الحرب والعباس يحاول أن يجد طريقاً للعودة إلى برقة. وكان رجاله يسقطون من حوله، وكاد العباس أن يؤسر وهو ينسحب لولا أن خلصه بعض مواليه من السودان3.
وهكذا خلص العباس بفلول قواته إلى برقة، وانتهب أعمل طرابلس جميع معسكره كما تقول رواية ابن عذاري4. وفي أثناء ذلك كان إبراهيم بن أحمد يحـاول حشد جند إفريقية في القيروان وعندما خرج على رأس قواته يريد نجدة رجاله فـي طرابلس، وصله خبر هزيمة العباس بن أحمد بن طولون، وهو في الطريق، من ابـن قرهب الذي أراد أن يبشره بالفتح كما تقول رواية النـويـري 5 وما أخذ من الأموال التي كان إبراهيم في أشد الحاجة إليها 6.
المجاعـة والقلاقل الداخلية سنة ٢٦٨هـ/ ۸۸۱-۸۸۲م:
وتسبب القحط الذي حل بالبلاد في سنة ٢٦٨هـ في كوارث أخرى، فنتيجة لتلك الشدة امتنع قبائل إقليم الزاب عن دفع ما عليهم من الأموال، ولقد فتك بهم إبراهيم ابن أحمد فتكاً ذريعاً ولم يرحم أطفالهم من القتل، فروايـة ابـن عـذاري تقول: "وقتـل أطفالهم وحملـوا على العجل إلى الحفر