صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/213

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٢١٢ -

وجلس، وطلب من جنده الامتناع عن قتالهم. وعندما استقر به المقام، وهدأ الناس، خرج إليه الفقيه الزاهد أبو جعفر أحمد بن مغيث، ودار بينهما حديث طويل، انتهى بتهدئة الأحوال، إذ تذكر الرواية أن الوزير دخل مع الفقيه إلى المدينة واخترقـا سماطها، أي شارعها الكبير، مما أدى إلى سكون الناس، ورجع إبراهيم بن أحمـد إلى رقـادة، وأطلق المحبوسين بالجامع 1.

وبذلك تم لإبراهيم إقرار إصلاحه المالي، "وانقطعت النقود والقطع الصغيرة من إفريقية إلى زمن صاحب الرواية التي ينقلها ابن عذاري في "البيان"2، وضرب إبراهيم بن أحمد دنانير ودراهم سماها العشرية، إذ كان في كل دينار منها عشرة دراهم من الفضـة 3.

تغلب إبراهیم بن أحمد وتخليصه من كبار رجال الدولة:


القاضي:


تذكر الرواية أن إبراهيم بن أحمد عزل قريبه والي القيروان، عبد الله ابن طالب التميمي، وحبسه، ثم أرسل إليه بطعام مسموم أكله في الحبس، فمـات بعد أكله مباشرة4.

الكاتـب:


وفي السنة التالية (سنة ٢٧٦هـ/ ٨٨٩م) حبس إبراهيم كاتبه محمد بن حـيـون المعروف بابن البريدي، وكان شاعراً، فكتب إليه أبياتاً يستعطفه فيها، ولكن الأميـر لم يستجب له، بل أمر به فجعل في تابوت حتى مات5.

الحاجب:


ومما يدل على عنف إبراهيم العقوبة الشديدة التي أنزلها في العام التالي (۲۷۷هـ/ ٨٩٠م) بحاجبه نصر بن الصمصامة فقد ضربه خمسمائة سوط، فلم ينطـق


  1. ابن عذاري، البیان، ج ۱، ۱۲٠ – ۱۲١.
  2. ابن عذاري، البیان، ج ۱، ص ۱۲۱.
  3. ابن عذاري، البیان، ج ۱، ص ۱۲۱.
  4. ابن عذاري، البیان، ج ۱، ص ۱۲۱.
  5. ابن عذاري، البیان، ج ۱، ص ۱۲۲.