رواية ابن عذاري 1.
العودة إلى رقـادة:
ولم يستمر المقام بإبراهيم في تونس إلا أقل من سنة ونصف السنة، وذلك أنـه عاد إلى رقادة في بداية سنة ٢٨٣هـ/ ٨٩٦م 2.
احتجاج الخلافة على سياسة إبراهيم القاسية في تونس ونذر الفتنة في إقليم طرابلس:
أخرج إبراهيم ابنه أحمد إلى طرابلس ليكون عاملاً عليها. وذلك بدلاً من ابـن عمـه، محمد بن زيادة الله بن الأغلب، الذي كان "أديباً ظريفاً له تواليف" وكـان مرشحاً من قبل الخلافة العباسية لتولي الإمارة في إفريقية بدلاً من إبراهيم. فالروايــة تقول أن الخليفة المعتضد العباسي، كان من بين ما كتبه لإبراهيم - بعد تعنيفه له على جوره وسـوء فعله بأهل تونس - "إن انتهيت عن أخلاقك هذه، وإلا، فسلـم العمل الذي بيدك لابن عمك محمد بن زيادة الله"3.
وقوف قبائل نفوسة في طرابلس ضد إبراهيم:
خرج إبراهيم بن أحمد من رقادة في سنة ٢٨٣هـ / ٨١٦م، بعسكره متتبعاً ابنه أحمد الذي كان قد سبقه إلى هناك من تونس. وفي منتصف الطريق بين قابس وطرابلس في موضع يعرف بمانو اعترضته قبائل نفوسة، وكانوا في جموع حوالي عشرين ألف رجل، لا فارس معهم ومنعوه من الجواز4. فتصدى لقتالهم وقاتلهم قتالاً عنيفاً حتى مزمهم وقتل أكثرهم ثم تمادى حتى أطرابلس يتبعهم بالقتل 5.
قتل عامل طرابلس محمد بن زيادة الله:
ومن نفوسة سار إبراهيم إلى طرابلس حيث قتل بها ابن عمه الأديب، محمـد ابن زيادة الله، وصلبه ثم قام من طرابلس إلى تاورغـا فقتل بها كما تقول رواية ابن عذاري خمسة عشر رجلاً، وأمر بطبخ رؤوسهم، فظهر أنه يريد أكلها هو