ورجاله وقد نجح بهذا العمل في إشاعة الرعب في أهل العسكر1 الذي عاد معظمه إلى إفريقية مما اضطره إلى العودة إلى رقادة ونكل بالفارين وهزمهم.
أبو الأحوص الشيخ الصالح يأمر إبراهيم بالمعروف:
تقول رواية ابن عذاري أن أبا الأحوص الشيخ الصالح المكفوف وهو من أهـل سوسة، كتب إلى إبراهيم رسالة من إملائه بعثها إليه يأمره فيها بالمعروف وينهـاه عن المنكر. وتنص الرواية على أن إبراهيم عذر الشيخ المكفوف، لدينه وفضله، ولكنـه هدده بقتل عدد من أهل سوسة إن لم يبعث إليه بمن كتب له الرسالة. وكـان رد الشيخ عليه هو دعوته إلى التوبة من جديد، والرجوع عن الظلم. ووقى الله الشيـخ من نقمة إبراهيم، فمات في نفس السنة أي سنة ٢٨٤هـ/ ٨٩٧م 2.
اعتزال إبراهيم بن أحمد:
تذكر الرواية أنه في سنة ٢٨٧هـ / ٩٠٠م قدم من بغداد على الأمير إبراهيـم رسول من قبل الخليفة العباسي المعتضد بالله، وأمر الخليفة رسوله أن يطلب من إبراهيم بن أحمد اعتزال الحكم، وتولية ابنه أبي العباس على إفريقية، ثم القدوم مع الرسول إلى بغداد للقاء الخليفة 3.
وفي سنة ٢٨٦هـ/ ٩٠٢م كما تنص رواية ابن عذاري، أظهر إبراهيم بن أحمـد التوبة لما استقام أمر أبي عبد الله الداعي بكتامة. وأراد أن يرضي العامة ويستميــل قلوب الخاصة بأفعاله، فرد المظالم، وأسقط القبالات (المكوس) وأخذ العشر طعاماً، وترك لأهل الضياع خراج سنة، وسماها سنة العدل 4. وأعطى فقهـاء القيروان ووجوه أهلها أموالاً عظيمة ليفرقوها في الضعفاء والمساكين، وانتظر عودة ابنـه أبي العباس وكان قد بعث إليه بالرجوع من صقلية ليسلمه الملك5. وعندما وصل أبو العباس من صقلية في أواخر سنة ٢٨٨هـ / ٩٠١م سلمه مقاليد الأمور في الدولة، وبدأ هو الاستعداد للخروج إلى صقلية مجاهدا.