تصف الرواية عبد الله بأنه كان شجاعاً ثبتـاً، ذا بصر بالحروب، وتجربـة فيها، وكان أديباً عاقلاً، شديد الحذر من أبيه أيام حياته لما يشاهده، من أحوالـه، فكان يظهر له الطاعة والخضوع، وكان إبراهيم يرضى عنه ويعترف بفضله على سائـر ولـده 1.
وفي سنة ٢٨٩هـ/ ٩٠١م أي عندما كان عبد الله نائباً للملك، بعد خروج والده إلى صقلية، استرجع معظم الأموال التي كان أبوه أخرجها إلى الفقهاء ووجوه النـاس ليفرقوها في المساكين، والتي أعطيت لمن لا يستحقها، وكان يقول لمشايخ إفريقيـة: "أغتنم الفرصة في المال لمرض الأمير أبي، ومغيبي عنه"2. وقام عبد الله بإحداث تغييرات في ولايات الأقاليم، فولى عليها من أحب 3.
وفي خلال هذه السنة بدأت قوات الداعية الشيعي أبي عبد الله تظهر فـي بلاد الزاب وما حولها، ونجح في أخذ مدينة ميلـة، مما جعل أبا العباس يسيـر إليه أخاه أبا عبد الله المشهور بالأحول، الذي استعاد ميلـة وهزم الداعية الشيعي، هذا ولو أنه سيهزم في السنة التالية، أي سنة ٢٩٠هـ / ٩٠٢م، أمام قوات أبي عبـد الله الداعي.
وفي سنة ٢٩٠هـ / ٩٠٢م وقبل أن يصل إلى أبي العباس نبأ وفاة والده فـي صقلية، كتب إلى العمال ليأخذوا له البيعة، لأن أباه فوض الأمر إليـه، وتخلـى له عن الملك، واشتغل بالعبادة 4. وكتب إلى العمال كتاباً يقرأ على الناس بالوعد الجميـل والعدل والرفق والجهاد 5.