صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/220

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٢٢٠ -


تقشف أبو العباس وتنسكـه:


وعندما وصل أبا العباس نبأ وفاة والده من صقلية، تغير حاله وتقول الروايات أنه أظهر التقشف ولبس الصوف، والجلوس على الأرض وإنصاف المظلوم وجالس أهـل العلم وشاورهم. وكان لا يركب إلا إلى الجامع، ولم يسكن في قصر أبيـه، ولكنـه اشتری داراً مبنية بالطوب فسكنها، وظل بها إلى أن قتـل 1.

حبس ابنه ولي عهده زيادة الله:


وصل إلى علم أبي العباس، عن طريق بعض الوشاة أن ابنه زيادة الله، ينــوي الخروج عليه، فأرسل إليه يستحثه في القدوم عليه، فلما قدم عليه زيادة الله فـي ٢٠ جمادى الآخرة سنة ٢٩٠هـ / ٢٠ ماية ٩٠٢م، قبض عليه وأخذ ما كان معه من الأموال والعتاد وحبسه في بيت داخل داره، هو وبعض أصحابه 2.

مقتل أبي العباس بن إبراهيم بن أحمد:


بعد شهرين من حبس ابنه زيادة الله في يوم الأربعاء ۲۱ شعبان دخل أبـو العباس إلى الحمام ثم مر منه للراحة في دار خالية، واستلقى على سرير خيزران، ووضع تحت رأسه سيفاً ونـام بعد أن أخرج كل من كان في الدار ما عدا اثنين من الفتيان كان يثق فيهما، فلما نام تأصرا على قتله. لتكون فرصة يقدمون فيها يد المساعدة لزيادة الله، ويفوزا بالحظوة لديه وبعد أن اغتالا عبد الله ذهبا إلى حيث كان زيادة الله محبوساً وأخبراه بمقتل والده وألقيـا إليه برأسه 3.

وهكذا انتهى عصر أبي العباس عبد الله بن إبراهيم بن أحمد باغتياله في قصره بمدينة تونس في آخر شعبان من سنة ٢٩٠هـ/ ٢٨ يوليه ٩٠٣م وآلت مقاليد الأمــور من بعده إلى ابنه زيادة الله الذي خرج من سجنه إلى الملك لكي ينهي دولة الأغالبة.


  1. ابن عذاري،البيان، ج ١، ص ۱۳۳ - ١٣٤، ابن الخطيب أعمال الأعلام قسم ۳، ص ٣٦ - ۳۷.
  2. ابن عذاري،البيان، ج ١، ص ۱۳۳ - ١٣٤، ابن الخطيب أعمال الأعلام قسم ۳، ص ۳۷.
  3. ابن عذاري،البيان، ج ١، ص ۱۳۳ - ١٣٤، ابن الخطيب أعمال الأعلام قسم ۳، ص ۳۷.