صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/229

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢٢٩


زيارة رسول صاحب القسطنطينيـة:


وفي نفس السنة (أي سنة ٢٩٤هـ / ١٠٦م)، وبينما كانت مدينة رقادة تتخذ الأهبة لأي طارئ، وأهلها يتخذون العسس حولها، ويبيتون في الأخبية المضروبـة بجوارها كما تقول رواية ابن عذاري، في ذلك الوقت قدم حبشي وابن أبـي حجر وابن عباس، وهم رسل زيادة الله إلى بلد الروم وبصحبتهم رسول صاحب القسطنطينية1. واعتنى زيادة الله بالرسول احتفاءً كبيراً، فكساه، وأقام لـه حفل كبير في الملعب بقرب رقادة وجمع زيادة الله الناس - للمباهاة بهم "فكان جمعاً عظيماً" 2.

خروج زيادة الله إلى مدينة تونس أول عام ٢٩٥هـ / ٩٠٧م:


جدد زيادة الله كما تقول الرواية الحشد، لحراسة القيروان ورقـادة، وكان يرغب الناس بالأموال على الانضمام إلى العساكر3. وفي سنة ٢٦٥هـ، خـرج زيادة الله في شهر المحرم، إلى مدينة تونس ليرتب أموره فيها 4.

انتصارات الداعي الفاطمي فيما بين مجالة وقمودة:


خلال سنة ٢٩٥هـ / ١٠٧م تسجل رواية ابن الأثير للداعي انتصارات متواليـة من ذلك: افتتاحه لمدينة مجانة عنوة وقتل عاملها، وملك مدن: القصر الإفريقـي، وتيفاش، وقالمة، ثم مسيره المظفر إلى مسكيانة وتبسا مديرة (حيدرة)، ومرماجنة (قرب الحدود التونسية الجزائرية الحالية). وبعد تلك المسيرة رجع أبو عبد الله الشيعي عبر قسطيلية، إلى باغايـة ومنها قفل إلى قاعدته في إيكجان 5.

استيلاء الداعي الشيعي على قسطيلية وبلاد الجريد:


وفي سنة ٢٩٦هـ وهي السنة الأخيرة في حكم الدولة الأغلبية وصلت خيل أبـي عبد الله الشيعي إلى قسطيلية حيث مني بالهزيمة أبو مسلم منصور بن إسماعيل، وشبيب


  1. ابن عذاري، البیان ، ج ١، ص ١٤٤.
  2. ابن عذاري، البیان ، ج ١، ص ١٤٤.
  3. ابن عذاري، البیان ، ج ١، ص ١٤٤.
  4. ابن عذاري، البیان ، ج ١، ص ١٤٤.
  5. انظر، ابن الأثير، الكامل، ج ۸، ص ١٥، سنة ٢٩٦.