وكما تذكر الرواية فإن الأتباع الأوائل كانوا ينتمون الى قبيلة بني مسلية ومواليها، وكذلك من قبيلة همدان (أي من اليمنية). وقال لهم الإمام: "أمسكوا عن الجد فـي أمركم حتى يهلك أشج بني أمية (عمر بن عبد العزيز) .. ولا تكثروا من أهل الكوفة، ولا تقبلوا منهم إلا أهل النيات الصحيحة1.
وكان لا يعرف محمد بن علي بنسبه واسمه إلا شيعة الكوفة وهم حوالي ثلاثين رجلاً، "فإذا سئلوا عن اسمه قالوا: أمرنا بكتمان اسمه حتى يظهر"2 وكانت دعوتهم الى الرضا من آل محمد3.
ثم قرر الإمام عملاً بنصيحة كبار ثقاته نقل مركز النشاط للدعوة إلى خراسان مع الاحتفاظ بالكوفة كنقطة ارتباط بین مرو (خراسان) والحميمة مقر الإمام4.
وأرسل الإمام أبا عكرمة زياد بن درهم السراج إلى خراسان وطلب منه السيـر على نهج بكير بن ماعان في الاتباع، وأوصاه بقوله: "وإن دعوت أحداً من العامة فلتكن دعوتك الى الرضا من آل محمد، فإذا وثقت بالرجل في عقله وبصيرتـه فاشرح له أمركم، وقل بحجتك التي لا يعقلها إلا أولو الألباب، وليكن اسمي مستوراً عن كل أحد إلا عن رجل عدلك في نفسك في ثقتك به، وقد وكدت عليه وتوثقت منـه وأخذت بيعته، وتقدم بمثل ذلك إلى من توجه من رسلك، فإن سئلتم عن اسمي فقولوا: نحن في تقية، وقد أمرنا بكتمان اسم إمامنا. وإذا قدمت مرو فأحلـل في أهل اليمن وتألف ربيعة، وتونّ مضر، وخذ بنصيبك من ثقاتهم، واستكثر مـن الأعاجم، فإنهم أهل دعوتنا ومنهم يؤيدها الله5.
هذا ولقد كان اختيار محمد بن علي العباس لخراسان كمقر للدعوة موفقاً،