لأنها تنفرد بموقف خاص، دون غيرها من أمصار الدولة العربية الإسلامية. يتضح ذلك من وصيته لأتباعه من رجال الدعوة حين تباينت الآراء حول المكان المناسب للدعوة.
أما الكوفة وسوادها فهناك شيعة علي وولده، وأما البصرة وسوادها فعثمانية تدين بالكف وتقول كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل، وأما الجزيــــــــرة فحرورية مارقة وأعراب كأعلاج ومسلمون في أخلاق النصارى، وأما أهل الشام فليــــس يعرفون إلا آل أبي سفيان وطاعة بني مروان، وعداوة لنا راسخة.. وأما أهل مكـة والمدينة فقد غلب عليهم أبو بكر وعمر، ولكن عليكم بخراسان فإن هناك العدد الكثير والجلد الظاهر، وهناك صدور سالمة وقلوب فارغة لم تتقسمها الأهواء ولم تتوزعهـا النحل ولم تشغلها ديانة، ولم يقدح فيها فساد، وليست لهم اليوم عمم العرب، ولا فيهم كتحارب الأتباع للسادات وكتحالف القبائل وعصبية العشائر.. وبعد فكأني أتفاءل إلى المشرق وإلى مطلع سراج الدنيا ومصباح هذا الخلق1.
ونظم بكير بن ماهان - الذي قال عنه الإمام: اسمعوا منه وأطيعوا وافهموا… هو لساني إليكم وأميني فيكم فلا تخالفوه ولا تقضوا الأمور إلا برأيه، وقد آثرتكم بــــه على نفسي لثقتي به في النسيجة لكم واجتهاده في إظهار نور الله فيكم2 - اتباعه السبعين، فقسمهم إلى اثنا عشر نقيباً يرأسهم سليمان بن كثير الخزاعي وذلك سنـة ۱۱۸هـ. وأكد على وجوب مناصحته إمامهم في السر والعلانية، وألا يطلعوا علـى أمرهم أحداً خافوا ناحيته ولم يثقوا به3.
والنقباء الاثنا عشر هم:
من خزاعـة : ١ - أبو محمد سليمان بن كثير الخزاعي ثم الأسلمي.
٢ - أبو نصر مالك بن الهيثم.
٣ - أبو منصور طلحة بن زريق مولى طلحة الطلحات