صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/28

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٢٨ -

الدعوة يدعو اليماني من الشيعة اليماني والربعي الربعي، والمضري المضري حتى كثر من استجار. وكفوا بذلك من القتال في العصبية1 - حيث اختلف إليهما قبل ذلك بأمر من الإمام إبراهيم، وكانت إحداها مع أبي سلمة الخلال الذي التقى بالشيعة وقال لهم: "قد حضر أمركم فأعدوا واستعدوا…"2. كما تقول رواية صاحب أخبار الدولة العباسية على لسان أبي مسلم: "أمرني الإمام أن أنزل في أهل اليمن وأتألف ربيعة، ولا أدع نصيبي من صالحي مضر وأحذر أكثرهم من انتباع بني أمية وأجمع إلى العجم واختصهم3.

ووصية إبراهيم الإمام لأبي مسلم تتلخص في الاعتماد على قبائل العرب من اليمنية في خراسان، وكان هؤلاء يمثلون على أواخر أيام الأمويين حزب المعارضة لعرب الدولة، وأن يتألف ربيعة، ويحذر ويشك، في العرب من المضرية، وهم عصبية والي خراسان، نصر بن سيار - إلا ما صلح منهم.

والحقيقة إن انقسام العرب على أنفسهم في خراسان كان السبب في نجــاح أبي مسلم، فأثناء الصراع بين نصر بن سيار المضري والكرماني اليمني، انضم أبـو مسلم إلى الكرماني، وعندما حذر نصر زعيم اليمنية الكرماني من خطورة الداعية العباسي وطلب إليه الاتفاق ووافق الكرماني كان جزاؤه أن قتله نصر4.

إعـلان الثـورة:


لما فشا خبر أبي مسلم أقبلت الشيعة من كل فج، وقدم الدعاة بمن وافقهم مـن إخوانهم، وتكاثر عددهم يوماً بعد يوم5. وكان أبو مسلم قد نزل في منطقة مرو


  1. انظر، أخبار الدولة العباسية، ص ٢٤٨.
  2. نفس المصدر، ص ٢٦٧.
  3. نفس المصدر، ص ٢٨٥.
  4. انظر، تاريخ خليفة بن خياط، ج ۲، ص ۹۰، (أحداث سنة ۱۳۰هـ).
    ابن الاثير، الكامل، ج ٤، ص ۳۰۲ – ۳۰۳.
  5. أخبار الدولة العباسية، ص ۲۷۷.