(لأنها أصلح مكان لإعلان الثورة) ومن هناك، أخذ يرسل النقباء إلى مختلف الأقاليم في طخارستان ومرو الروذ والطالقان وخوارزم، وحدد أبو مسلم شهر رمضان لإظهار الدعوة، ولكنه ترك للنقباء حرية التصرف. "فمن أعجله العدو منهم دون الوقــــت، بالأذى والمكروه، فقد حل لهم أن يدفعوا عن أنفسهم ويجردوا السيوف"، وكذلـك من شغله منهم عدوهم عن الوقت فلا حرج عليهم أن يظهروا بعد الوقت1.
وترك أبو مسلم مكانه في فنين ونزل في قرية سفيـذ" وبث دعاية في الناس وأظهر أمره"2، فسارعت الأعاجم، وكثير من أهل اليمن وربيعة إلى الدعوة مـن بين متدين بذلك أو طالب بدخل (ثأر) أو موتور يرجو أن يدرك بها ثأره، وأتـاه عدة من ذوى البصائر من مضر3.
وتقول الرواية أن أبا مسلم بعث إلى نصر وفداً… وكتب منهم إلى نصر كتابـاً يدعوه فيه إلى الطاعة والدخول فيما دخل فيه أهل الدعوة، ويعلمه أن هذه الرايـات السود التي أظهرها هي التي لم يزل يسمع بها، ويحذره من أن يكــون من صرعاهـا4.
واستعمل نصر ضد شيعة العباسيين دعاية دينية قوية حيث قال: هذه المسودة وهي تدعو إلى غير ملتنا، وقد أظهروا غير سنتنا، وليسوا من أهل نبلتنا، يعبدون السنانير، ويعبدون الرؤوس، علوج وأغنام وعبيد وسقاط العرب والموالي5.
وأجابه الناس وظاهروه على حرب أبي مسلم. وكتب نصر إلى ابن هبيـرة والي العراق يستمده، فلما استبدت به الأمور، كتب إلى مروان الحمار يشكو له ابـن هبيرة ويخبره بعظم الأمر من قبل أبي مسلم، وكتـب اليـه: