وكتب يصف له أمر أبي مسلم، وكثرة الدعوة، وميل اليمانية وربيعة إليه، ثم بعث للخليفة رسولاً. وظل نصر ينتظر المدد أن يأتيه، "وقد فسد عليه أهل خراسان إلا من كان معه من مضر خاصة" وكتب نصر إلى ابن هبيرة يستمده فلم يمـده3، فكتب إلى الخليفة مروان ثانية يستنجد به بقوله: "كتبت إلى أمير المؤمنين ولم يبـق مني شيء أستعين به على عدو أمير المؤمنين لا في رجالي ولا في مالي ولا في مكيدتـي، ولو كنت أمددتني بألف فارس من أهل الشام لاكتفيت بهم، ولقطعت دابر القـــــــوم الظالمين. إني حين كتبت إلى أمير المؤمنين قد أخرجت من جميع سلطاني، فأنـا واقف على باب داري، وإن لم تأتني مواد أمير المؤمنين ووكلنا إلى ابن هبيرة طردت عن باب داري، ثم لا رجوع إليها إلى ملتقى الحشر…4.
ثم أن نصراً كما يقول صاحب "أخبار الدولة العباسية" جمع وجوه أصحابـه وأهل الرأي والمشورة منهم ولم يجتمعوا على شيء. وهنا اضطر نصر إلى الاستنجـاد بالخليفة مروان ثانية يستحثه على امداده ويستنفره بقوله: أما بعد فإني ومن معـي من عشيرة أمير المؤمنين في موضع من مرو على مجمع الطريق، ومحجة الناس العظمـى من مختلف القوافل والرسل والجنود من العراق، في حائط قد خندقت فيه على نفسي ومن معي، وعن يميني وشمالي قرى بني تميم وسائر أحياء مضر ليس يشوبهم غيرمم إلا قرى على حدهم خاملة الذكر فيها خزاعة وفيها حـل طاغيتهم أبو مسلم، فنحـن