حين كتبت إلى أمير المؤمنين في أمر هائل يتكفأ بنا تكفؤ السفينة عند هبوب العواصف، ونحن من إخواننا اليمنية وأغنامهم ورعاعهم، فيما نتوقع من سفههم، ولما قد شملهم من ورائهم الخبيث… وأنا معتصم بطاعة أمير المؤمنين. وقد أملنا غياث أمير المؤمنين ومواده وورود خليله وفرسانه ليقمع الله بهم كل مصر على غشت وساع في خلافه، فلا يكونن مثلنا يا أمير المؤمنين قول الأول:
ثم قال نصر شعراً يحرض فيه العرب على الهاشمية:
وظهر أبو مسلم وأعلن اسم الإمام من أعلى المنبر في صلاة الجمعة. وأسفل المنبر علق علمان أسودان كان قد بعث بهما الإمام من الكوفة أحدهما الظل والآخر السحاب. وكان أبو مسلم وهو يعقد اللواءين يتلو: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾". وتأول الظل والسحاب فقال: إن السحاب يطبق الأرض وإن الأرض كما لا تخلو من الظل كذلك لا تخلو من خليفة عباس إلى آخر