الدهـر1.
وكذلك لبس أبو مسلم السواد هو وأتباعه، كما أنه غير في بعض الشعائر لما حضر عيد الفطر أمر أبو مسلم سليمان بن كثير أن يصلي بالشيعة وأمره أن يبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير آذان وألا أقامه، وكان بنو أمية يبدأون بالخطبة قبـل الصلاة وبالآذان والاقامة.
وهكذا بدأ أبو مسلم نشاطه في منطقة قبائل خزاعة - كما تقول النصوص - ولكنه عندما اصطدم باتحاد قبائل العرب ضده خرج إلى قرية الماخوان وخندق بها. ثم عاد إلى نشاطه. ورغم أنه أصبح من المشكوك، في أمرهم من جانب العرب، إلا أن هولاء كانوا مشغولين بنزاعاتهم، فلم يستمر اتحادهم طويلاً بل إن عرب اليمنية تحالفوا معه عندما أرسل الى ابن الكرماني واستماله إلى جانبه. أما عن أنصار أبي مسلم فكانـوا خاضعين له تماماً، كما كان جنده مطيعين لقوادهم أحسن الطاعة.
سقوط مـــــرو:
ويفضل انقسام العرب على أنفسهم وتماسك حزب أبي مسلم، نجح هذا الأخير في الاستيلاء على مدينة مرو عاصمة الإقليم الواقعة على نهر المرغـاب، وكان دخولهـا بفضل ممالأة اليمنية وعلى رأسهم ابن الكرماني2.
ودخل أبو مسلم مرو من باب قنوشير فتلا هذه الآية: ﴿وَدَخَلَ ٱلْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍۢ مِّنْ أَهْلِهَا﴾ إلى آخر الآية، ثم سار الى دار الإمارة فنزلها، وعلـي
- ↑ ابن الاثير، الكامل، ج ٤، ص ۳۰۰، وقارن مؤلف مجهول، العيون والحدائـق في أخبار الحقائق، النسخة المصورة بالأوفست، المثنى بغداد، عن طبعة بريل ١٨٦٩، ص ١٨٦ حيث يقول النص: "وكانت الراية التي نفذها إبراهيم تدعى السحاب ونفذ لواء يدعى الظل وتأويل هذين الاسمين الظل والسحـاب أن السحاب يطبق الأرض وكذلك دعـوة بني العباس وتأويـل الظــــــــل أن الأرض لا تخلـو مـن الظل أبداً فكذلك لا تخلـو الأرض من خليفـة هاشمي أبد الدهر.
- ↑ ابن الأثير، الكامل، ج ٤، ص ٣٠٩.