عدة أشهر من القتال استسلم الشاميون بنهاوند، دون أن يفكروا في مصير إخوانهم بخراسان، وهؤلاء قضي عليهم دون شفقة أو رحمة وبذلك انفتح طريق العراق أمـام الخراسانية.
مسير قحطبة إلى ابن هبيرة بالعراق:
وخرج قحطبة من نهاوند وتوجه إلى العراق، واضطر في أول الأمر إلـى الانسحاب أمام يزيد بن هبيرة، والي الإقليم، الذي خرج للقائه وراء دجلة ولكنه عـاد واتجه نحو الكوفة. وتبعه ابن هبيرة وتمكن من مفاجأته في ذي الحجة سنة ١٣٦هـ / أغسطس ٧٤٦م، في معسكره قرب الأنبار، مما اضطر قحطبة الى الانسحاب إلـى واسط. وأثناء القتال الذي كان يدور ليلاً سقط قحطبة في النهر (الفرات) ومـات غرقـاً1، في ليلة الأربعاء ٨ من محرم سنة ۱۳۲هـ2. ولكن القوم اجتمعوا وأجمعوا على الرضا بحميد (الحسن) بن قحطبة، في رواية ابن الأثير "فبايعوه وسلموا له الأمر"3.
فتح الكوفة:
تقدم الحسن بن قحطبة الى الكوفة في الجنود، واستولی جیشه علیها بعد أن هزم ابن هبيرة. ويفهم من النصوص أن الكوفة أخذت بسهولة، إذ كان محمد بن خالد القسري قد خرج فيها على الأمويين الذين انسحبوا منها و"سود" أي أعلـن دخوله في دعوة العباسيين وكتب بذلك إلى قحطبة4.
ظـهــور أبي سلمة بالكوفـة:
وأرسل أبو سلمة إلى حميد بن قحطبة أن يدخل الكوفة بأحسن هيأة، وأن يظهروا زينتهم، ويشهروا سلاحهم وأعلامهم وقوتهم، ففعل… وظهر أبو سلمة وأعلن أمـــــــــره،