عسكره وضربوا بالطبول وكبروا ونادوا "يا لثارات إبراهيم"، فظن من بعسكر مروان أن قد أحاط بهم سائر المسودة1، فقتل مروان في ١٧ من ذي الحجة سنة ١٣٢هـ / ١٧ أغسطس سنة ٧٥٠م. واحتز رأس آخر خلفاء الأمويين، وأرسل إلى صالح بن علي الذي مثل به فقطع لسانه، وسيّره إلى أبي العباس الذي كان بالكوفة2.
استسلام ابن هبيرة في واسط ومقتله:
بالقضاء على مروان بن محمد لم يبق للأمويين من قوة ولا حول إلا قوات ابن هبيرة التي لجأت بعد انهزامها أمام ابن قحطبة إلى واسط، المدينة الاستراتيجيـة التي بناها الحجاج في مستنقعات دجلة، ودافعت عن نفسها ما يقرب من العـام. بدأ بمناوشات خارج المدينة بين أهل الشام وجيوش الحسن بن قحطبة، وانتهت بانهزام أهل الشام والتجائهم إلى المدينة وتحصنهم بها وأصبح القتال رمياً وتراشقـاً من بعيد.
ورغم الانقسامات بين اليمنية والقيسية، في صفوف ابن هبيره، بعد أن كاتـب أبو العباس السفاح اليمانية من أصحاب ابن هبيرة، فإن هذا الأخير لم يدخل فــــي مفاوضات مع العباسيين إلا عندما علم بموت مروان. وفي هذه الأثناء كانت قيـادة القوات العباسية المحاصرة بواسط قد انتقلت من يدي الحسن بن قحطبة إلى أبـي جعفر أخي الخليفة. وهذا يبين أن الخليفة بدأ ينهج سياسة جديدة تهدف إلـى وضع مقاليد الأمور وخاصة القيادات العسكرية بين يدي أفراد أسرته. وكتب السفـاح إلى الحسن بن قحطبة "أن العسكر عسكرك، والقواد قوادك ولكن أحببت أن يكون أخـي حاضراً فاسمع له وأطع وأحسن مؤازرته"3.
وبعد أن علم المحاصرون بمقتل مروان طلبوا الصلح، وجرت السفراء بين أبـي جعفر وابن هبيرة وطالت المفاوضات بين الطرفين، وكتب أبو جعفر كتاب أمان لابـن