مقدمة: سمات الدولة العباسية:
دالت الدولة الأموية، التي حكمت الدولة العربية الإسلامية، من الحاضرة دمشق، وقامت على أنقاضها دولة جديدة تنتمي الى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهي الدولة العباسية، وارتفعت بنود العباسيين السوداء.
ويعتبر قيام الأسرة الجديدة نقطة تحول خطيرة في دولة الإسلام وذلك أن صبغة الدولة أصبحت إسلامية عالمية بعد أن كانت عربية. واستمرت الدولة العباسية فــــي الحكم حوالي خمسة قرون شهدت الدولة خلالها فترات من العظمة والسؤدد والأبهة، وتمتع الخلفاء أثناءها بكل مظاهر الترف والحضارة كما شهدوا أيضاً فترات من الضعف والشدة والبؤس ذاقوا خلالها مرارة الذل والهوان.
والعصر العباسي الأول يشغل فترة القرن الأول من هذه الفترة. وخـــلال هذا القرن كان الفرس يحتلون مركز الصدارة في الدولة ولهذا يطلق الكتّاب على هذه الفترة اسم العصر الفارسي أو دولة الفرس. وعقبت فترة الازدهار والقوة هذه فتــــــــرة انتاب فيبا الخلفاء الضعف الشديد وتغلب عليهم قواد الجيش من الترك، وأصبـح الأمر والنهي في الدولة لقائد الجيوش الذي عرف بلقب أمير الأمراء. كذلك شهدت الدولة خلال هذه الفترة التفتت والانقسام السياسي الذي بدأ أول الأمر في المغــرب والأندلس ثم انتقل الى المشرق الذي بدأ ينفصل بدوره عن الدولة.
هذه الفترة ـ أو المرحلة الثانية ــ يطلق عليها الكتّاب اسم العصر التركـي أو دولة الترك. وهذه الفترة تنقسم بدورها الى فترات ساد المشرق فيها بعض العناصر التركية وغير التركية. ففي قبيل منتصف القرن الرابع الهجري فرضت أسرة البويهيــن من الديلم وصايتها على الخليفة في بغداد من سنة ٣٣٤هـ إلى منتصف القــــــــرن الخامس الهجري تقريباً. وبني بويه هولاء كانوا يدينون بالمذهب الشيعي ورغم ذلك لم يحاولوا أن يقضوا على الخلافة السنية بل حافظوا عليها. ولكن قيام دولتهم ساعـد على انتشار الأفكار الشيعية في المشرق. وكان ذلك إيذاناً بتحول كل المشرق الإيرانـي إلى المذهب الشيعي.
وتلى الديلم دولة السلاجقة وهم من الأتراك، واستمر العنصر التركي يسود الدولة حتى نهاية بغداد على أيدي المغول. وكان سقوط بغداد حاضرة الخلافة العباسيـة