صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/43

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤٣ -

فيكم بكتاب الله ونسير في العامة والخاصة بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبـاً تباً لبني حرب بن أمية، وبني مروان آثروا في مدتهم العاجلة على الآجلة والـدار الفانية على الدار الباقية، فركبوا الآثام وظلموا الأنام…1 ثم قال: يا أهل الكوفة أنا والله ما زلنا مظلومین مقهورين على حقنا حتى أباح الله لنا شيعتنا أهل خراسـان فأحيا نهم حقنا… وأظهر بهم دولتنا، وأراكم الله ما كنتم تنتظرون، فأظهر فيكــم الخليفة من هاشم وأداكم على أهل الشام، ونقل إليكم السلطان وأعز الإسلام، وإن لكل أهل بيت مصراً وأنتم مصرنا، ألا وأنه ما صعد منبركم هذا خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأمير المؤمنين عبد الله بن محمد وأشار بيده إلى أبي العباس السفاح ثم قال: "واعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج منها حتى نسلمه إلى عيسى بن مريم عليه السلام2.

يتضح من الخطبتان السمات المميزة للعصر الجديد ومنها:
-     أن الدعوة العباسية قامت من أجل إحلال الإسلام الذي فشل بنو مروان في تطبيق مبادئه.
-     وأن لبني العباس الحق في الخلافة لأنهم أقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم من جهة عمه العباس بن عبد المطلب الذي مات بعد موت الرسول.
-     تحقيق العدالة للمظلومين والمستضعفين من الناس.
-     التأكيد على نقل مركز الثقل السياسي من الشام إلى العراق.
-     زيادة الأعطيات (أعطيات الجند) إلى مائة درهم.
-     ولكن الخليفة حذرهم من أية حركة قائلاً بأنه الثائر المبير.

-     أكد على وضع آل العباس من الإسلام وأهله وأنهم بنو هاشم وأهل البيت.


  1. نفس المصدر السابق ،ج ۷ ، ص ٤٢٧، ابن الأثير، الكامل، ج ٤، ص ٣٢٥ - ٣٢٦.
  2. الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج ۷، ص ٤٢٧ - ٤٢٨، ابن الأثير، الكامل، ج ٤، ص ٣٢٦.