الدماء خائن في الأموال"1.
أما عبد الله بن علي وأخوه عبد الصمد بن علي الذي كان معه، فلجأ عبـد الله إلى أخيه سليمان الذي كان والياً على البصرة وتوارى عنده حتى سنة ١٣٦هـ وعندما عزل سليمان وطلب إليه المنصور أن يبعث بعبد الله بعد أن أمنه ولكنه سجن وانتهى الأمر بقتله فيما بعد2.
ولجأ عبد الصمد إلى موسى بن عيسى ولي العهد في الكوفة وطلب إليه الأمان وانتهى هو الآخر نهاية شبيهة بعبد الله3.
وهكذا تغلب المنصور على أولى الصعاب التي اعترضته بعد أهل الشام برعاية عمه عبد الله بن علي وذلك بفضل رجل الدولة أبي مسلم الخراسانـي الذي لم يلبث أن يلاقي مصرعه بدوره على يدى الخليفة.
مقتل أبي مسلم الخراساني:
مما سبق يتضح لنا أن سلطان أبي مسلم في خراسان كان قد توطد بعد تخلصه من منافسيه من العرب الذين كانوا يتوقون إلى تقلد الأمور في ولاية خراسان، وازدادت سلطة أبو مسلم.
والحقيقة أن النزاع بين أبي جعفر وأبو مسلم يرجع إلى سنة ١٣٢هـ أي إلـى أوائل أيام السفاح وذلك بعد مقتل أبي سلمة الخلال وعندما أرسل السفاح أخـاه أبا جعفر إلى أبي مسلم بخراسان ومعه العهد لأبي مسلم بولاية خراسان وبالبيعة
- ↑ ابن الأثير، الكامل، ج ٤، ص ٣٥٠، وقارن المسعودي، مروج الذهب، ج ٤، ص ۱۳۹، حيث يقول: "فبعث إليه المنصور بيقطين بن موسى لقبض الخزائن، فلما دخل يقطين على أبي مسلم قال: "السلام عليك أيها الأمير، قال: " لا سلم عليـك يا ابن اللخناء أأوتمن على الدماء ولا أوتمن على الأموال".
- ↑ انظر ابن الأثير، ج ٤، ص ٣٥٠، ج ٥، ص ٢٤، أحداث سنة ١٤٧هـ، المسعودي، مروج الذهب، ج ٤، ص ١٦٠ - ١٦١.
- ↑ ابن الأثير، الكامل، ج ٤، ص ٣٥٠.