للسفاح ولأبي جعفر من بعده فلم يهتم الزعيم الخراساني بولي العهد أي بأبي جعفر الذي كان يقول لأخيه: "أطعني واقتل أبا مسلم فوالله إن في رأسه لغدرة"1.
وحاول أبو العباس التقليل من نفوذ أبي مسلم واغتياله عدة مرات من ذلك ما تقول الرواية من أنه أمره بإسقاط من لم يكن من أهل خراسان من جنده ليقلل نفوذه، ولكن أبا مسلم أدرك الحيلة2. وتجلت قوة أبي مسلم في نفس الوقت عندما أرسل السلاح عمه عيسى بن علي والياً بفارس، وتقول الرواية أن عمال أبي مسلم هناك تصدوا له بل وبلغ الأمر أن بعضهم أراد قتل عيسى بن علي، وعلى ذلك كان من الطبيعي أن يفكر السفاح وأبو جعفر في التخلص من "أمين آل محمد" بعد أن تخلصوا من "وزير آل محمد" وذلك حسب السياسة التي رسمها والتي كانت ترمي إلى تأكيد سلطان الهاشميين. ويظن أن السفاح وافق على التخلص من أبي مسلم، ولكنه عاد وأجل ذلك لفرصة أخرى. وأخيراً في نهاية سنة ١٣٦هـ طلب أبو مسلم من السفاح أن يوليه إمرة الحج وأن يكون نائبه يوم عرفة ولكن السفاح جعله تحت إمرة أخيه أبي جعفر الذي أخذ إمرة الحج لنفسه، وحضر من ولايته أرمينية من أجــل ذلك. وتأثر أبو مسلم، وأسرها لأبي جعفر، وعمد إلى الظهور بجانبه. ثم إنه عندما وصله نبأ موت السفاح وهم في طريق العودة لم يسارع أبا مسلم ببيعة المنصور إلا بعد أن لفت الأخير نظره إلى ذلك في كتاب أرسله إليه. وأثناء قتال عبد الله بن علـي لاحظ الحسن بن قحطبة أن أبا مسلم كان يهزأ ويستخف بالكتب التي كانت تصلـه من أمير المؤمنين فكتب بذلك إلى الوزير أبو أيوب3. وأخيراً زاد التوتر عندمـا أرسل المنصور مولاه ليحصي الغنائم التي استولى عليها في معسكر أهل الشام.
وأحس المنصور، بخطورة الرجل وحاول إبعاده عن خراسان معقله وموطن