والثورة التي قام بها القائد الذي هزم سنباذ في سنة ١٣٨هـ وهو جمهور بن مرار العجلي، هذا الرجل بعد أن عزم سنباذ واستولى على خزائنه، رفـع راية العصيان. ولكن انتهى الأمر بهزيمة جمهور، ومقتل الكثير من أصحابه. وهرب جمهور إلی آذربیجان ولكن أصحابه قتلوه، وحملوا رأسه إلى المنصور1.
ثورة عبد الجبار بخراسان:
في سنة ١٤١هـ قام والي خراسان عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي بثورة، وسير إليه الخليفة ابنه ولي عهده المهدي، الذي تمكن من القضاء على الثــورة بسهولة. ولكن المنصور حرص على ألا يضيع نفقات الحملة التي كان قد جهد فـي تجهيزها فوجهها إلى بلاد طبرستان.
وفي سنة ١٤٢هـ قام والي السند، عيينة بن موسى بن كعب، الذي كـان بعيداً في أقصى المشرق بالثورة، ولكن الدولة استطاعت أن تقضي عليه، كما أنهـا أقرت الأمور وقضت على الثورة التي قامت في بلاد الديلم. وهذه الحملات حمت حدود الدولة وصانتها2.
موقف العلوييـن:
إن العباسيين كما نعرف - عندما قاموا بثورتهم إنما قاموا بها باسم آل البيت، وانتقاما وثأرا لمقتل العلويين واستغلوا عطف الناس على العلويين خاصةً في بـلاد الحجاز. وحين بدأ محمد بن علي بن عبد الله بن العباس دعوته السريـة كـان حذراً واستنـد في ادعائه بالخلافة إلى وصيـة أبي هاشم عبد الله، كمـا كـان شعار الدعوة إلى "الرضا من آل محمـد" واستطاع ابنه إبراهيم الإمام الذي خلفه في زعامة الدعوة أن يوجه جهوده إلى خراسان حيث توجد القبائل العربية المتذمرة من الإدارة الأموية. وكللت جهوده بالنجاح إلا أنه قتل قبل وصول الشيعـة العباسية إلى العراق واحتلالها الكوفة.