وقد بايع زعماء الدعوة أبا العباس عبد الله بن محمد خليفة للدولة العباسية. وما أن تسلم العباسيون مقاليد السلطة حتى نظروا إلى العلويين نظرة ريبة باعتبارهم المنافسين لهم على الخلافة، ويشكلون مصدر خطر على الدولة الجديدة. أما الشيعة العلويون فقد نظروا إلى العباسيين كمغتصبين للسلطة من أصحابها الشرعيـن… وهكذا دخل النزاع حول الخلافة مرحلة جديدة حيث أصبح نزاعاً بين الهاشمييـن أنفسهم. بين العباسيين والعلويين1.
على أن العلويين لم يكونوا متحدين أو متفقين على زعامة واحدة تنظم كفاحهـم المسلح وغير المسلح تجاه العباسيين. ثم أن كثرة القيادات العلوية يعني بالتالـي أن ولاء الشيعة العلوية في تلك الفترة لم يكن باتجاه واحد واضح نحو فرع علوي معين2.
قامت حركة العلويين ضد أسرة بني العباس في المدينة، وكانت المدينـة مركز الأسرة العلوية الكبيرة. وكان المنصور، يعتقد أن للعلويين سلطاناً كبيــــــــــــــراً هناك، ولذلك فهو شديد الحرص على قمع حركتهم وعلى بسط سلطانه على الحرميـن بصفته الإمام. واجتهد المنصور في طلب مدبري الثورة وهما: محمد بن عبد الله بـن الحسن بن الحسن الذي يلقب "بالنفس الزكية" (وكان يدعى بالنفس الزكية لزهـده ونسكه) كما يقول المسعودي3، وأخوه إبراهيم. وكانت الدعوة للنفس الزكية
والسبب في مطالبة محمد بن عبد الله بن الحسن بالخلافة أنه كان يری أحقيته في الملك وذلك من قبل أن يلي المنصور وربما قبل أخيه أبي العباس. وتقول الروايــــــات