أن أبا سلمة كان قد راسل عبد الله بن الحسن أبو محمد هذا وأنه عرض عليه الخلافـة وأن عبد الله قبلها. وكان يراسل جعفر الصادق ولم يقبلها ولولا تأخر الرسول فـــي العودة لربما انتقلت الإمامة فعلاً إلى الفرع العلوي.
وتقول الرواية أن عبد الله عندما عرض عليه هذا الأمر قال: إنما يريد القوم ابني محمد لأنه مهدي هذه الأمة1.
وكان محمد النفس الزكية وأخوه إبراهيم قد تخلفا عن الحضور عند المنصور مـع من حضر عنده من بني هاشم مع من حج على أيام السفاح. والظاهر أن محمــداً ادعى أن المنصور كان قد بايعه في مكة في أواخر أيام مروان بن محمد. وعلى هـذا الأساس قام هو بالدعوة لنفسه. وهناك تفصيلات عن مطالبة المنصور لمحمد ولأخيــه إبراهيم منذ سنة ١٣٦هـ إلى سنة ١٤٠هـ حينما أعلن الثورة.
في هذه الفترة تجشم العلويان الكثير من المشاق واضطرا إلى التنقل بيـن البصرة والمدينة والسند والكوفة، كما أرسل محمد إخوته وأبناءه في سائر الأمصــار والبلدان للدعوة له، فأرسل ابنه علياً إلى مصر يدعو إليه ولكنه قتل بها2.
وحاول العلويون أن يدبروا موامرة لقتل المنصور في موسم الحج في سنة ١٤٠هـ ولكن هذه المؤامرة فشلت وراح ضحيتها بعض أصحاب محمد الذي كـــــــان قد عاد إلى المدينة وتمكن بفضل تساهل واليها من الخروج عنها. وعزل المنصور الوالي وعين مكانه محمد بن خالد الله القسري3، وأمده بالأموال، وفــوض إليه سلطات واسعة في كشف (تفتيش) المدينة، ولكنه لم ينجح في مهمته. فعيّن المنصور عاملاً آخر مكانه اسمه رياح بن عثمان بن حيان المري4 وذلك، في سنة ١٤٤هـ. وجد الوالي الجديد في طلب محمد ولكنه لم ينجح فلجأ إلى سجن كل العلويين مـن