كما تقول الرواية محبباً إلى الخاص والعام "لأنه افتتح أمره برد المظالم وكفّ القتل وأمن الخائف وأنصف المظلوم"1. إلا أن المهدي كما يفهم من النصوص استثنى بعض العلويين من التمتع بالعفو، وهو الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بـن الحسن بن الحسن بن علي، مما اضطره إلى الهرب من سجنه، وأقلق ذلك الخليفة، ولكن الأمر انتهى بطلب العلوي الأمان من الخليفة فأمنه المهدي ووصله2.
وأطلق المهدي كما تقول الرواية ابني داود بن طهمان، الذي كان يناصـر إبراهيم في البصرة، وقرب ابنه يعقوب - بن داود - تقریباً شديداً، واستــــــــــوزره وقرّب ابن داود بدوره الزيدية من العلويين. فجمعهم وولاهم أمور الخلافـة فـي المشرق والمغرب3. وكان ذلك من الأسباب التي دفعت الشاعر بشـار بن برد إلى أن يقول بيتيه المشهورين:
والظاهر أن الخليفة أدرك خطورة أمر ترك مقاليد أمور الدولة إلى وزيره، فتخلص منه، وسجنه، وذهب بصره في السجن، ويقي محبوساً حتى عهد هـارون الرشيد، إذ شفع إليه فيه يحيى بن خالد بن برمك، فأمر الرشيد بإخراجـه مـن سجنه وأحسن اليه ورد إليه ماله، واختار يعقوب الإقامة في مكة فأقـام بها حتـى مات في سنة ١٨٧هـ5.