صفحة:محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني (الجزء 1).pdf/2

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٥٤٠
المقتطف
محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني

القطن و محمد علي باشا والسطان محمود الثاني قبل أن قضى على ما بين سكان القاهرة من ميل إلى الثورة1. ولم يؤذن لأحد من المصريين في الاسكندرية أن يتحدث عن احوال حملته السورية واذا اخذنا بما يقوله نوفل نوفل الطرابلسي محمد علي باشا لم يسمح لصربين ان يذكروا اسم عكاء في أحاديثهم2. فلو أن سكان القاهرة والاسكندرية كانوا حقيقة يبغضون الحكام الأتراك لما فتنوا عليه ولنا في موقف المصريين ازاء الخدمة العسكرية في وادي النيل آنئذر شاهد آخر على بطلان قول بارو و دافيزيي . فكثيرون من الشبان المصريين ذروا الزرنيخ في عيونهم حتى يفقدوا بصرهم لكي يتملصوا من الخدمة العسكرية الاجبارية . ومنهم من قطع سبابة اليد اليمنى او قلع اسنانه او بتر ذراعه ومئات من الفلاحين هربوا إلى سورية فرارا من الجندية3. فلوان الوطنيين المصريين كانوا يحاربون في سبيل حريتهم واستقلالهم القومي سنة ۱۸۳۱ وسنة ۱۸۳۲ لكانوا تصرفوا غير هذا التصرف حين مست حاجة البلاد اليهم وزد على ذلك أن حركة قومية عربية في مشر وسورية منذ مائة سنة كانت مخالفة كل المخالفة لاتجاه الفكر الشرفي في ذلك الحين ، فالعصر الذي وجد فيه محمد علي كان كالعصور الوسطى من كل وجوهه يعتقد فيه الناس أن الحياة على الأرض ليست سوى مقدمة وجيزة للحياة الحقيقية المقبلة وكانت غاية الناس التأكد من الوصول إلى الجنة والخلاص من النار مكان الاسلام في ذاك الزمن اقوى العوامل الاجتماعية في الشرق وكل اتباعد من عرب و ترك و غيرهم مو فيه . مم كانت لغة بعض المسلمين تركية ولغة البعض الآخر عربية ولكن ذلك لم يجي الاولين أتراكا ولا الآخرين عربا لان الاسلام كان يجمع بينهم . لذلك نرى أن الشر الذي عاش فيه محمد علي لم يكن النظر فيه إلى اعتبار قوي او جنسي أو دولي بل الى الاعتبار الديني وفي ذلك لم يفرق بين قومية

وأخرى في الاسلام، على اننا لا نريد هذا القول ان المسلمين في الربع الأول من القرن التاسع


  1. ..J.A..St. John, Egypt and Mohammed Ali (London Ed.) 1834, II. 492.
  2. مخطوطة كشف اللثام لنوفل نوفل الطرابلسي ص ٤٦٩، هذه المخطوطة في مكتبة جامعة ببروت الأميركية
  3. St John, Egypt & Mohammed Ali, I, 189-192