صفحة:محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني (الجزء 3).pdf/2

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
أغسطس ۱۹۲۰
۲۸۳
محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني


بود الشافي رواجا عظيما وهكذا كانت سوريا مصر مما ينفقها من حاجاتها الاقتصادية وتقدم لمحمد على كل ما يحتاج اليه ﴿رباح الخمسين﴾ يضاف إلى هذا كله ان احوالا طبيعية وجغرافية كانت تجعل سورية وقيلبقية ضرور بتين جدا لوالي مصر فان ريح الخمسين التي نهب برملها على وادي النيل اتلفت ما كان محمد علي باشا قد استورده حديثا من اور با من الآلات ذات الأجزاء الدقيقة. كذلك اضرت الارض الرملية الواقعة على حافة العراء مما كان عنده من قطعان غنم المر پنو و بصوفها الناعم النفيس لان عراعي هذه الاغنام كانت إما في مراع رملية واما في مراع رطبة وغير صحية أما الأراضي الجيدة التربة فقد كان يصعب تحويلها الي مراع الاشية لغلاء ثمنها ووفرة ريعها من الحاصلات الأخرى المتنوعة وفوق ذلك فان هذه القطعان لم تكن تجد في صيف كل سنة ما تتفيه من خلال اشجار الاقليم الذي ألفته وكانت لا تجد حظائر تبيت فيها في الشتاء

أما في سوريا فالاحوال الطبيعية كانت تختلف عن ذلك كثيرة اذ لم يكن فيها اذ ذاك سيارات فورد او سواها تملأ جوها غبارة . ثم أن هواء لبنان وامانوس بضارع في صفائه ونقاوته هواء اي صقع من اصقاع اور با . وفي جبالها كل ما كان محمد علي في حاجة اليه من المعادن ومناجم الفحم اللازمة لمصانعه وكان بعض من بقاع سور يا يصلح لتربية اغنام المربينو كما يصلح لها شمال ايطاليا وهو وطنها الأصلي فاقليم سوريا ومراعيها كانت تصلح جدا لهذه الغاية

﴿الحدود الجغرافية﴾ زد على هذا أن حكام مصر من أقدم العصور كانوا يجدون مشقة عظيمة في السيطرة على حدود صحراء سيناء وفي ايام الاحتلال الفرنسوي كان البدو ينجرون في المعرات الحربية المهربة بين هر وسوريا فتعذر على الفرنسوبين منع هذه التجارة بسبب طبيعة البلاد ولم تتغير هذه الحالة على الاطلاق في مدة حكم محمد علي حتى جاء وقت كان البدو فيه اشد ازعاجا له ما كانوا على عيد الاحتلال الفرنسوي فسلبوا في سنة ۱۸۱۲ قائلة خاصة بها بينما كانت سائرة من السويس الى القاهرة وفروا بغنيمتهم من الجمال والسلام ولما حاول محمد علي أن يقتص منهم لجأوا إلى حدود سورية . وهكذا نجا اپنا بعض رعایا محمد على نفسه وكثيرون من أعدائي وما حادثة فرار ۱۰۰۰۰ او ۱۲۰۰۰ من الفلاحين الى تخوم سورية في سنة ۱۸۲۹ والتجاوم جلد ۱۷ (36)