صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/102

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

خلف البانتيون . ولكنني علمت انه انتقل الى نزل صغير مجاور ، وأنه قاسي كثيراً أثناء الحرب حتى اضطر أن يكون مناظراً الأولاد الصغار في احدى المدارس الابتدائية . ولكنه حافظ دوماً على مبادئه القويمة ولم يقبل أية اعانة تلقاء ترويجه دعاية فرنسا في حق الاشراف على سورية . فاستصحبته الى فندق الكونتننتال حيث اجتمعنا ومحمد رستم حيدر على الذكريات الماضية . ومما فهمناه منه ان فرنسا جادة في تحقيق رغبتها بأن تكون لها الكلمة العليا في سورية ولبنان وأن تكون المشرفة على شؤونهما بأي شكل كان ، وانها أوجدت في باريس ومصر والمهجر الأميركي أحزاباً وجمعيات صورية تعمل بإيحاء منها وعلى نفقتها برئاسة شكري غانم للبنان ، والدكتور جورج سمنه لسوريا . وعلى الأثر قدمته لسمو الأمير كأخ صادق بالفتاة ، فاستقبله استقبالاً حسنا وألحقه بمعيته .

السفر الى لندن :

وسعی سمو وهي الأمير جهده لتحقيق الغاية التي أتى باريس من أجلها الاشتراك بمؤتمر الصلح ، فألفى حياله معارضة شديدة من الحكومة الفرنسية ، ولذا عزم على السفر الى لندن لمفاوضة الحكومة البريطانية ومطالبتها بتحقيق الوعود التي قطعتها لوالده الملك حسين باسم العرب .

وفي 9 كانون الأول 1918غادرنا باريس الى بولون. وقابلنا في الميناء عند المساء الكولونيل لورنس ، ثم ركبنا الباخرة قاصدين البر البريطاني . وعند وصولنا الى لندن حللنا ضيوفا على الحكومة البريطانية في فندق كارلتون أفخم فنادق لندن . وكان الكولونيل لورنس لا يفارق مير ، ويسهل كل ما يحتاج اليه . ولقد أحاطت الحكومة البريطانية الام

–٩٤–