صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/104

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

السياسية الأوروبية أو الأميركية ، ليحصل العرب على حقوقهم كاملة فقبل الأمير بمقابلة ثلاثة من زعمائهم ، وهم ويزمان البريطاني ، وسوكولوف البولوني ، وهربرت صموئيل وزير البرق والبريد السابق في إنكلترا ، فقدموا له كتابا يوقعه برضائه معترفا بتأسيس وطن قومي ثقافي فقط في فلسطين لقاء مساعدتهم العرب في المحافل السياسية.

وهنا ثارت ثائرة عوني عبد الهادي ، وهرع إلي نرد" الخطر فدخلنا على الأمير واشتركنا بالمباحثات فذكر عوني بأنه قرأ في كتاب صهيوني أن اليهود يودون تشكيل دولة يهودية في فلسطين ، فأجابه هربرت صموئيل بأن ليس ثمة من يكتب بل من يفكر بمثل هذا إلا أن يكون خياليا مجنونا . وانتهى البحث بأن كتب الأمير على تلك الوثيقة بتوقيعه وبخطه وبالعربية بأنه يقبل بما عرض عليه اذا ما وفي اليهود بوعدهم وتم للعرب تحقيق استقلالهم من طوروس الى خليج البصرة ، وفقا لمطالب الملك حسين من الحكومة البريطانية قبل دخوله الحرب.

انكلترة تتراجع

وكانت معاهدة سيكس – بيكو التي وقعتها الحكومة البريطانية فرنسا في أيار عام ١٩١٦ تمنح فرنسا حق الاضطلاع بشؤون الساحل السوري وحق الافضلية في تنسيق شؤون الحكومة العربية المستقلة التي ستؤسس في القسم الجنوبي من ولاية حلب القديمة وسورية ودير الزور والموصل ، كما ان لانكلترا حق الأفضلية في شؤون العراق والبلقـاء وحق الاضطلاع بشؤون البصرة ومدينة حيفا ، أما في فلسطين فتشكل حكومة أممية.

ولما رأت الحكومة البريطانية أن من المتعذر عليها مخالفة هذه

–۹۸–