صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/105

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

المعاهدة ، لم تشأ أن ترتبط مع الأمير بأي عهد من غير موافقة فرنسا وعن غير طريق مؤتمر الصلح الذي تقرر عقده في باريس في ١٨ كانون الثاني ١٩١٩

وكان الحلفاء إبان الحرب يغدقون الوعود على الشعوب التي يودون استمالتها اليهم، ويعدون المطالبين بالحرية والاستقلال فيها بمساعدتهم على تحقيق ذلك وبالسهر على حقوق بلادهم ، كل ذلك لاغرائها في ترك القتال ضدهم . وهذا ما حدث فعلا مع الملك حسين ، فاتفاق سيكس ـ بيكو وقع قبل العهود الموقعة الحسين وهي تتعارض معه وكان يجب أن تكون هي المعمول بها . ومن الغريب ان بعض الاتفاقات السرية بين الدول الكبيرة كانت خفية عن بقية حلفائها بدليل ان أميركا التي كانت تنادي دوما باتباع السياسة الواضحة المبنية على العدالة والحرية ، فانها لم تطلع من الحلفاء على العهود السرية المختلفة التي اتفقوا عليها وأبرموها ولم يستلفت الها نظر الرئيس ولسون

العودة الى باريس :

وأشير على الأمير بالعودة الى باريس الاتصال بالحكومة الفرنسية بعد أن تقرر اشتراكه في مؤتمر الصلح . وكانت عودتنا الها في ٦ كانون الثاني . ولقد نزل الامير في احدى - الفيلات » بشارع غابة بولونيا كما نزلت حاشيته في احدى الدور القريبة منها في أحد الشوارع الثانوية لأن « الفيلا » المذكورة لم تكن كافية لسكنانا جميعاً، بيد أن الأمير احتفظ الى جانبه برئيس مرافقيه نوري السعيد ومرافقه الخاص تحسين قدري . وكان همه الأكبر بعد الذي استيقن من موقف فرنسا وبريطانيا أن يسعى لنيل تعضيد الولايات المتحدة الامريكية في الحصول على استقلال

– ٩٩ –