صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/106

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العرب استناداً إلى ما كان ينادي به الرئيس ولسون في مبادئه من ان يكون للحق والعدالة المقام الأول في شروط الصلح ، وأن تراعي رغبات جميع الشعوب الحقة.

وجاء في خطاب ولسن لدن افتتاح مؤتمر السلم :

« ان ما تنفر منه العدالة ، هو أحلام الفتوحات والاستعمار ، وتبادل البلاد بين الدول ، كأن الشعوب ليست سوى أثاث ينقل لقد تغير الزمن فلم يبق الدبلوماسيون قادرين على الاجتماع لفرض ارادتهم على زاوية مائدة وتبديل خريطة العالم ، فاذا كان عليكم أن تعدلوا ثلث الخريطة ، فليكن تعديلها باسم الشعوب بشرط أن تعبروا بأمانة واخلاص عن أمانيها وتحترموا حق الائم صغيرة كانت أم كبيرة في حكم نفسها ويرشدكم لتحقيق هذا العمل العظيم العلم والتاريخ اللذان ينيران لكم السبيل » .

وقد اشترك في المؤتمر مع ممثلي الدول الكبرى مندوبو سبع وعشرين دولة آزرت الدول الكبرى في الحرب ، وهي لا تود إلا إلغاء سياسة العنف وتحقيق ما نادت به أمريكا بخصوص اقامة الحق مقام القوة وتأمين حرية الشعوب لتحكم نفسها بنفسها . ولذا لم يلق الامير صعوبة في تأمين العطف على قضية العرب.

ولكن من المؤلم أن دور هذه الدول في المؤتمر كان دور اصغاء للمناقشات ، لا لمناقشة الآراء ، ثم تلبية دعوة مجلس العشرة المؤلف من مندوبي الدول العظمى الخمس : أمريكا ، انكلترا ، فرنسا ، اليابان ايطاليا . ومما لاحظنا أن الكولونيل « هوز ، مساعد الرئيس ولسون

ومندوبه الخاص أقوى شخصية في الوفد الاميركي حتى أن الرئيس

– ١٠٠ –