صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/110

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تعرض المعاهدة سيكس – بيكو وتقسيم بلادنا الى مناطق نفوذ مؤكداً ان هذا العمل ليس من المضمون تقدير نتائجه ، وأنه نتيجة الاتفاق السري المذكور الذي لم يؤخذ رأي أهالي البلاد بشأنه . ولكن مرافعته القوية ذهبت صرخة في واد إذ لم يجب عليها أحد ·

***

ولما كان الرئيس ولسن يتبع خطة مثالية جديدة في السياسة العالمية ، وكانت هذه الخطة تستلزم تحمل الولايات المتحدة مسؤولية عظيمة في العالم بينها الشعب الاميركي لم يتمرس بعد على الخروج على قاعدته ، قاعدة « مونرو » التي تجعل أميركا لا تعنى بغير شؤونها أحل هذا لم يجد الرئيس ولسن التأييد الكافي من الشعب الأميركي والكونغرس حتى أن روزفلت رئيس الولايات المتحدة السابق صرح إثر نشر الرئيس واسن لخطته ودعوته الحلفاء اتباعها في مؤتمر السلم :

« يجب أن يفهم الرئيس ولسن وأعداؤنا وحلفاؤنا معا بأن ليس لولسن الصلاحية بأن يتكلم باسم الشعب وكافة أقواله لا تعبر عن نيات الشعب الاميركي ، ، منوهاً بذلك بأن الشعب الأميركي متمسك بمبدإ الرئيس مونرو الانعزالي الذي نادى به سنة 1833 فالشعب لا يقبل مداخلة أوروبا بشؤون أميركا كما انها تبتعد عن المداخلة بشؤون غيرها ، الأمر الذي الذي اضطر ولسن ليغادر أوروبا الى أميركا ، ليصلح الجو فيها بقدر الإمكان . ولكنه غير نهجه إثر عودته ، واضطر الى اقرار أشياء فاضحة لم يكن من المنطق أن يرضى بها بعد تلك الضجة التي أثارها في العالم بأن يكون للحق والعدل المقام الأول في مؤتمر الصلح .

وغاية ما تمكن الأمير من الحصول عليه تحقيقاً لمطالب العرب هي

– ١٠٤ –